فقال: لا أعرفه، لم يكن في هذا دليل على أنه يمنعه من الصرف بل الحقّ على غير هذا، والواجب إذا لم تعرفه أن تصرفه لأن أصل الأسماء الصرف، وإنما يمنع الشيء من الصرف لعلّة داخلة عليه فالأصل ثابت فلا يزول بما لا يعرف. واحتجاجه بكبكب لا معنى له لأن كبكب جبل معروف، منع من الصرف لأنه بقعة، وإن كان الصرف فيه حسنا. والدليل على ما قلنا إن أبا عمرو إنما احتجّ بكلام العرب ولم يحتجّ بأنه لا يعرفه، وأنشد للنابغة الجعدي: [المنسرح] ٣١٨-
من سبأ الحاضرين مأرب إذ | يبنون من دون سيله العرما «١» |
(١) الشاهد للنابغة الجعدي في ديوانه ١٣٤، وجمهرة اللغة ص ٧٧٣، وسمط اللآلي ص ١٨، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٤١، ولسان العرب (عرم)، ولأميّة بن أبي الصلت في ديوانه ص ٥٩، وللنابغة الجعدي أو لأميّة في خزانة الأدب ٩/ ١٣٩، وللأعشى في معجم ما استعجم ص ١٧٠، وبلا نسبة في الكتاب ٣/ ٢٧٩، والاشتقاق ص ٤٨٩، وجمهرة اللغة ١١٠٧، ولسان العرب (سبأ)، وما ينصرف وما لا ينصرف ص (٥٩).
(٢) انظر الكتاب ٣/ ٢٧١.
(٢) انظر الكتاب ٣/ ٢٧١.