وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى قال الأخفش: أي أزلافا. وهو اسم المصدر وزعم الفراء «١» أن التي تكون للأموال والأولاد جميعا، وله قول آخر، وهو مذهب أبي إسحاق، يكون المعنى وما أموالكم بالتي تقرّبكم عندنا زلفى ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ثم حذف، وأنشد الفراء: [الخفيف] ٣٥٠-

نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرّأي مختلف «٢»
وأنشد: [الكامل] ٣٥١-
إنّي ضمنت بما أتاني ما جنى وأبي وكان وكنت غير غدور «٣»
ويجوز في غير القرآن باللتين وباللاتي وباللواتي وبالذين للأولاد خاصة. إِلَّا مَنْ آمَنَ في موضع نصب بالاستثناء. وزعم أبو إسحاق أنه في موضع نصب على البدل من الكاف والميم التي في «تقربكم» وهذا القول كأنه غلط لأن الكاف والميم للمخاطب فلا يجوز البدل، ولو جاز هذا لجاز: رأيتك زيدا. وقول أبي إسحاق هذا هو قول الفراء «٤» إلّا أن الفراء لا يقول: بدل لأنه ليس من لفظ الكوفيين ولكن قوله يؤول إلى ذلك وزعم أن مثله إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء: ٨٩] يكون منصوبا عنده بينفع وأجاز الفراء «٥» أن يكون «من» في قوله جلّ وعزّ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى إِلَّا مَنْ آمَنَ في موضع رفع بمعنى ما هو إلّا من آمن كذا قال، ولست أحصل معناه.
فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وأجاز النحويون أولئك لهم جزاء الضعف «٦» يكون بدلا من جزاء أو على إضمار مبتدأ، وأجازوا «أولئك لهم جزاء الضّعف» بمعنى أولئك لهم أن نجزيهم الضعف، وأجازوا أولئك لهم جزاء الضعف «٧». قال أبو إسحاق:
والمعنى: أولئك لهم الضعف جزاء أي في حال مجازاتهم. وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ «٨» وعن الحسن في الغرفات «٩» إسكان الراء، وعن الأعمش وحمزة في الغرفة «١٠». قال أبو جعفر: «الغرفات» جمع غرفة على جمع التسليم إلّا أن الراء ضمت فرقا بين الاسم والنعت، ومن قال: غرفات حذف الضمة لثقلها، ومن قال:
(١) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٣٦.
(٢) مرّ الشاهد رقم (١٨٥).
(٣) الشاهد للفرزدق في الكتاب ١/ ١٢٦، والردّ على النحاة ١٠٠، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٢٦، ولسان العرب (قعد) وتفسير الطبري ٢٦/ ١٥٨، وبلا نسبة في معاني الفراء ١/ ٤٣٤، وهو غير موجود في ديوان الفرزدق. [.....]
(٤) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٦٣.
(٥) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٦٣.
(٦) انظر البحر المحيط ٧/ ٢٧٣.
(٧) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٦٤.
(٨) انظر البحر المحيط ٧/ ٢٧٣.
(٩) انظر البحر المحيط ٧/ ٢٧٣، ومختصر ابن خالويه ١٢٢، وتيسير الداني ١٤٧.
(١٠) انظر كتاب السبعة لابن مجاهد ٥٣٠.


الصفحة التالية
Icon