وأنشد «١» :[الخفيف] ٣٥٢-
ليس من مات فاستراح بميت | إنّما الميت ميّت الأحياء |
إنّما الميت من يعيش كئيبا | كاسفا باله قليل الرّخاء |
هينون لينون أيسار بنو يسر | سوّاس مكرمة أبناء أيسار «٢» |
[سورة فاطر (٣٥) : آية ١٠]
مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (١٠)
مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ التقدير عند الفراء: من كان يريد علم العزّة، وكذا قال غيره من أهل العلم من كان يريد علم العزّة التي لا ذلة معها لأن العزّة إذا كانت تؤدّي إلى ذلّة فإنها هي تعرّض للذلة، والعزّة التي لا ذلّة معها لله جلّ وعزّ. جَمِيعاً على الحال. وقدر أبو إسحاق معناه: من كان يريد بعبادة الله جلّ وعزّ العزّة به فإن الله يعزّه في الآخرة والدنيا. إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ تمّ الكلام وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي إليه يصعد الكلام «٤» والكلم جمع كلمة. وأهل التفسير ابن عباس ومجاهد والربيع ابن أنس وشهر بن حوشب وغيرهم قالوا: والمعنى العمل الصالح يرفع الكلم الطيّب.
وهذا رد على المرجئة. وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ رفع بالابتداء أو على إضمار فعل. فأما أن يكون مرفوعا بمعنى ويرفعه العمل الصالح فخطأ لأن الفاعل إذا كان قبل الفعل لم يرتفع بالفعل. هذا قول جميع النحويين إلّا شيئا حكاه لنا علي بن سليمان عن أحمد بن
(١) الشعر لعدي بن الرعلاء في تاج العروس (موت)، ولسان العرب (موت)، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ١٤/ ٣٤٣ وتاج العروس (حيي)، والتنبيه والإيضاح ١/ ١٧٣.
(٢) الشاهد لعبيد بن العرندس الكلابي في الكامل ٧٢، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٢٦٥، والخصائص ٢/ ٢٨٩، والمنصف ٣/ ٦١.
(٣) انظر المقتضب ٣/ ١٣٥.
(٤) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٦٧، والبحر المحيط ٧/ ٢٩٠.
(٢) الشاهد لعبيد بن العرندس الكلابي في الكامل ٧٢، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٢٦٥، والخصائص ٢/ ٢٨٩، والمنصف ٣/ ٦١.
(٣) انظر المقتضب ٣/ ١٣٥.
(٤) انظر معاني الفراء ٢/ ٣٦٧، والبحر المحيط ٧/ ٢٩٠.