مصطفى ياء ساكنة ونونا، والألف من مصطفى ساكنة حذفت الألف لالتقاء الساكنين وكانت أولى بالحذف لأن قبلها فتحة. والأخيار جمع خيّر وكأنه جمع على حذف الزائد كأنك جمعت خيّرا، كما تقول: ميّت وأموات. ويقال: رجل خيّر وخير كما يقال:
هيّن وهين وليّن ولين.
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٤٩ الى ٥٠]
هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠)
هذا ذِكْرٌ مبتدأ وخبره. والمعنى هذا ذكر جميل في الدنيا. وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ أي مع هذا الذكر الجميل في الدنيا حسن المرجع يوم القيامة ثم بيّن بقوله جلّ وعزّ: جَنَّاتِ عَدْنٍ والعدن في اللغة الإقامة يقال: عدن بالمكان إذا أقام به غير أن عبد الله بن عمر قال: جنّة عدن: قصر في الجنّة، له خمسة آلاف باب، على كل باب خمسة آلاف خيّرة لا يدخله إلّا نبيّ أو صديق أو شهيد مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ رفعت الأبواب لأنها اسم ما لم يسمّ فاعله، وأجاز الفراء «مفتحة لهم الأبواب» على أن مفتّحة للجنات، وأنشد هو وسيبويه: [الوافر] ٣٨١-

وما قومي بثعلبة بن سعد ولا بفزارة الشّعر الرّقابا «١»
قال الفراء: أي مفتحة الأبواب ثم جئت بالتنوين ونصبت وأنشد سيبويه: [الوافر] ٣٨٢-
ونأخذ بعده بذناب عيش أجبّ الظهر ليس له سنام «٢»
[سورة ص (٣٨) : آية ٥١]
مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١)
مُتَّكِئِينَ فِيها نصب لأنه نعت للجنات.
[سورة ص (٣٨) : آية ٥٢]
وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (٥٢)
نعت لقاصرات لأن قاصرات نكرة وإن كان مضافا إلى معرفة، والدليل على ذلك أن الألف واللام يدخلانه، كما قال الشاعر: [الطويل] ٣٨٣-
من القاصرات الطّرف لو دبّ محول من الذّرّ فوق الإتب منها لأثّرا «٣»
وزعم الفراء «٤» أن المعنى مفتّحة لهم أبوابها وأنّ الألف واللام بدل من الهاء
(١) الشاهد للحارث بن ظالم في الأغاني ١١/ ١١٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٥٩، والكتاب ١/ ٢٦٣، والمقاصد النحوية ٣/ ٦٠٩، والمقتضب ٤/ ١٦١، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٧/ ٤٩٢، وشرح المفصل ٦/ ٧٩.
(٢) مرّ الشاهد رقم (١٧٩). [.....]
(٣) الشاهد لامرئ القيس في ديوانه ص ٦٨، ولسان العرب (قصر) و (حول)، ومقاييس اللغة ١/ ٥٣، وتاج العروس (قصر) و (حول)، وبلا نسبة في تهذيب اللغة ٨/ ٣٥٩.
(٤) انظر معاني الفراء ٢/ ٤٠٨.


الصفحة التالية
Icon