أو عامر بن طفيل في مركّبه | أو حارثا يوم نادى القوم يا حار |
وروي عن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ:
كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) قال: «كصفاء الدرّ الذي في الصّدف الذي لا تمسّه الأيدي» «١».
[سورة الواقعة (٥٦) : آية ٢٤]
جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤)
قال أبو إسحاق: نصبت جزاء لأنه مفعول له أي لجزاء أعمالهم. قال: ويجوز أن يكون مصدرا لأن معنى يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) يجزيهم ذلك جزاء أعمالهم.
[سورة الواقعة (٥٦) : آية ٢٥]
لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥)
اللّغو ما يلغى قيل: معناه لا يسمعون فيها صخبا ولا ضجرا ولا صياحا. فنفى الله عزّ وجلّ عن أهل الجنة كلّ ما يلحق الناس في الدنيا في نعيمهم من الضجر وفي كلّ ما يلحق في طعامهم وشرابهم من الآفات وكل ما يلحقهم من العناء والتعب وفي المأكول والمشروب في هذه السورة. وفي بعض الحديث «من داوم قراءة سورة الواقعة كلّ يوم لم يفتقر أبدا» «٢».
[سورة الواقعة (٥٦) : آية ٢٦]
إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (٢٦)
قال أبو إسحاق: إِلَّا قِيلًا منصوب بيسمعون أي لا يسمعون إلّا قيلا، وقال غيره: هو منصوب على الاستثناء سَلاماً سَلاماً يكون نعتا لقيل أي إلّا قيلا يسلم فيه من الصياح والصخب وما يؤثم فيه، ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر، ويجوز وجه ثالث وهو أن يكون منصوبا بقيل، ويكون معنى قيل أن يقولوا، وأجاز الكسائي والفرّاء الرفع في في سلام بمعنى: سلام عليكم، وأنشد الفرّاء: [الطويل] ٤٥٦-
فقلنا السّلام فاتّقت من أميرها | فما كان إلّا ومؤها بالحواجب |
(١) انظر البحر المحيط ٨/ ٢٠٦.
(٢) انظر الترغيب والترهيب للمنذري ٢/ ٤٤٨.
(٣) الشاهد بلا نسبة في لسان العرب (ومأ) و (صفح) و (سلم)، والتنبيه والإيضاح ١/ ٣٤، والمخصّص ١٣/ ١٥٥، وتهذيب اللغة ١٥/ ٦٤٤، وتاج العروس (ومأ) و (صفح).
(٢) انظر الترغيب والترهيب للمنذري ٢/ ٤٤٨.
(٣) الشاهد بلا نسبة في لسان العرب (ومأ) و (صفح) و (سلم)، والتنبيه والإيضاح ١/ ٣٤، والمخصّص ١٣/ ١٥٥، وتهذيب اللغة ١٥/ ٦٤٤، وتاج العروس (ومأ) و (صفح).