مجاهد «جزءا» قال: ولدا وبنات وقال عطاء: يعني نصيبا شركا. وقال زيد بن أسلم:
إنّها الأصنام، فهذان قولان. وذكر أبو إسحاق قولا ثالثا وهو أن جزءا للبنات خاصة وأنشد بيتا في ذلك أنشده زعم وهو: [البسيط] ٤٠٩-
إن أجزأت حرّة يوما فلا عجب | قد تجزئ الحرّة المذكار أحيانا |
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ١٦]
أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦)
أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ فهذا يدلّ على أنّ هذا ليس للأصنام.
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ١٧]
وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧)
ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا اسم ظلّ وخبرها، ويجوز في الكلام ظلّ وجهه مسودّ على أن يكون في ظلّ ضمير مرفوع يعود على أحد، ووجهه مرفوع بالابتداء ومسودّ خبره والمبتدأ وخبره خبر الأول، ومثله مما حكاه سيبويه «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يكون أبواه هما اللذان يهوّدانه أو ينصّرانه» «٢» وحكى سيبويه الرفع في اللّذين والنصب.
[سورة الزخرف (٤٣) : آية ١٨]
أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨)
أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ «٣» قال أبو إسحاق: «من» في موضع نصب والمعنى أو جعلتم من ينشأ، وقال الفرّاء «٤» :«من» في موضع رفع على الاستئناف، وأجاز النصب، قال: واذن رددته على أول الكلام على قوله جلّ وعزّ: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا واختلف القراء في قراءة هذا الحرف فقرأ ابن عباس والكوفيون غير عاصم أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وقرأ أهل الحرمين وأبو عمرو وعاصم أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا واحتجّ أبو عبيد للقراءة الأولى بقوله جلّ وعزّ: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً [الواقعة: ٣٥]
(١) الشاهد بلا نسبة في لسان العرب (جزأ) وتهذيب اللغة ١١/ ١٤٥، وتاج العروس (جزأ) والبحر المحيط ٨/ ١٠، وغريب القرآن ٣٩٦، وروح المعاني ٢٥/ ٦٩، والكشاف ٤/ ٢٤١.
(٢) مرّ تخريج الحديث في إعراب الآية ٥٨- النحل.
(٣) انظر تيسير الداني ١٥٨، ينشّأ: قراءة حفص وحمزة والكسائي، والباقون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين.
(٤) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٩.
(٢) مرّ تخريج الحديث في إعراب الآية ٥٨- النحل.
(٣) انظر تيسير الداني ١٥٨، ينشّأ: قراءة حفص وحمزة والكسائي، والباقون بفتح الياء وسكون النون وتخفيف الشين.
(٤) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٩.