فمعنى «رهوا» أي ساكنا حتّى يحصلوا فيه وهو ساكن ولا ينفروا منه. وقيل: الرهو المتفرق.
[سورة الدخان (٤٤) : آية ٢٥]
كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥)
«كم» في كلام العرب للتكثير و «ربّ» للتقليل وزعم الكسائي أنّ أصل «كم» كما فإذا قلت: كم مالك؟ فالمعنى كأيّ شيء من العدد مالك، وحذفت الألف من «ما» كما تحذف مع حروف الخفض مثل لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ [التوبة: ٤٣] قيل له: فلم أسكنت الميم؟ قال: لكثرة الاستعمال كما تسكّن في الشعر، وأنشد: [البسيط] ٤١٤-
فلم دفنتم عبيد الله في جدث | ولم تعجّلتم ولم تروحونا |
[سورة الدخان (٤٤) : آية ٢٦]
وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦)
في أبي صالح عن ابن عباس: أنّ المقام الكريم المنازل الحسنة. قال أبو جعفر وهذا معروف في اللغة أن يقال للموضع الذي يقام فيه: مقام كريم، وفي الضحاك عن ابن عباس: أن المقام المنابر، وكذا قال سعيد بن جبير، وهو مروي عن عبد الله بن عمر، وقد ذكرناه بإسناده في سورة «الشعراء» «٢».
[سورة الدخان (٤٤) : آية ٢٧]
وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧)
قال يعقوب بن السكّيت: النعمة التنعّم. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: «فكهين» معجبين، وعنه فاكهين فرحين. وحكى أبو عبيد عن أبي زيد الأنصاري أنه يقال: رجل فكه إذا كان طيّب النفس ضحوكا، وزعم الفراء «٣» أنّ فكها وفاكها بمعنى واحد، كما يقال: حذر وحاذر. فأما محمد بن يزيد ففرق بين فعل وفاعل في مثل هذا تفريقا لطيفا فقال: الحذر الّذي في خلقته الحذر، والحاذر المستعدّ. قال أبو
(١) لم أجده في كتب الشواهد.
(٢) انظر كتاب معاني القرآن للنحاس في تفسير الآية ٥٨- الشعراء.
(٣) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٤٩.
(٢) انظر كتاب معاني القرآن للنحاس في تفسير الآية ٥٨- الشعراء.
(٣) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٤٩.