ألف. قال الله جلّ وعزّ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ [المدثر: ٤٢] وكما قال الشاعر:
[البسيط] ٥٠٢-

أمّا سلكت سبيلا كنت سالكها فاذهب فلا يبعدنك الله منتشر «١»
وسلك وسلكته مثل رجع ورجعته وأسلكته لغة معروفة أنشد أبو عبيدة وغيره لعبد مناف بن ربع: [البسيط] ٥٠٣-
حتّى إذا أسلكوهم في قتائدة شلّا كما تطرد الجمّالة الشّردا «٢»
ولم يطعن الأصمعي في هذا البيت غير أنه قال: أسلكه حمله على أن يسلك، وزعم أبو عبيدة أن الجواب محذوف وخولف في هذا، وقيل: الجواب شلّوا وشلّا يقوم مقامه.
[سورة الجن (٧٢) : آية ١٨]
وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (١٨)
وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ «أنّ» في موضع نصب بمعنى ولأن وعلى قول بعضهم في موضع رفع عطفا على قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ. فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً نهي لجماعة وحذفت منه النون للجزم.
[سورة الجن (٧٢) : آية ١٩]
وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩)
روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس «لبدا» أعوانا، وقال مجاهد: وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (١٩) لبدا جماعات ومالا لبدا كثيرا. قال أبو جعفر: وهذا قول بيّن وإن كان هذا قد قرئ لِبَداً «٣» فهو بعيد، والمعنى على الجماعة الأعلى الكثرة كما قال مجاهد: من تلبد الشيء على الشيء إذا تجمّع عليه ولصق به وعليه لبدة أي شعر وما أشبهه كما قال: [الطويل] ٥٠٤-
لدى أسد شاكي السّلاح مقاذف له لبد أظفاره لم تقلّم «٤»
(١) الشاهد لأعشى باهلة في الأصمعيات ٩٣، والخزانة ١/ ٩٧. [.....]
(٢) الشاهد لعبد مناف بن ربع الهذليّ في الأزهيّة ٢٠٣، والإنصاف ٢/ ٤٦١، وجمهرة اللغة ٨٥٤، وخزانة الأدب ٧/ ٣٩، والدرر ٣/ ١٠٤، وشرح أشعار الهذليين ٢/ ٦٧٥، وشرح شواهد الإيضاح ص ٤٣١، ولسان العرب (شرد) و (قتد)، و (سلك)، و (إذا)، ومراتب النحويين ص ٨٥، ولابن أحمر في ملحق ديوانه ١٧٩، ولسان العرب (حمر)، وبلا نسبة في أدب الكاتب ٤٣٤، والأشباه والنظائر ٥/ ٢٥، وجمهرة اللغة ٣٩٠، والصاحبي في فقه اللغة ١٣٩، وهمع الهوامع ١/ ٢٠٧.
(٣) انظر تيسير الداني ١٧٥، والبحر المحيط ٨/ ٣٤٦.
(٤) الشاهد لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ٢٤، ولسان العرب (قذف) و (مكن)، وتهذيب اللغة ٩/ ٧٦، وجمهرة اللغة ٩٧٤، وتاج العروس (قذف).


الصفحة التالية
Icon