هذا شيء، ولا ترهبوا أحدا سواي، فأنا أحق بالرهبة والخوف، وآمنوا إيمانا قلبيا صادقا بالقرآن وأنه من عند الله، فإنه أتى موافقا للتوراة التي معكم في الأصول العامة للدين، وفي التوراة وصف للنبي صلّى الله عليه وسلّم ولا تكونوا يا أهل الكتاب أول الناس في الكفر به، فأنتم أحق بالإيمان لأن عندكم في التوراة دليل صدقه، ولا تبيعوا آيات الله الواضحة الدالة على صدق محمد فيما ادعى، ولا تبيعوها بثمن دنيوى قليل من رئاسة أو مال أو عادات قديمة، فإنه ثمن بخس وتجارة غير رابحة، ولا تخافوا أحدا سوى الله، ولا تخلطوا الحق الموجود في التوراة بالباطل الذي تخترعونه، ولا تكتموا وصف النبي وبشارته التي هي حق وأنتم تعلمون، وليس جزاء العالم يوم القيامة كالجاهل، ومن هنا نفهم أن التوراة التي أنزلت على موسى- عليه السلام- والتي كانت موجودة أيام النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم فيها حق وباطل، وأنهم غيروا فيها وبدلوا، وكانوا يعرفون هذا وذاك، وقد صدق الله أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ.
ثم أمرهم بأهم أركان الدين التي لا يختلف فيها دين عن آخر، وهي إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والخضوع لله مع الخاضعين.
علماء اليهود وأحوالهم [سورة البقرة (٢) : الآيات ٤٤ الى ٤٨]
أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (٤٦) يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (٤٧) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨)