بسم الله الرّحمن الرّحيم
تفسير سورة المطففينمقدمة وتمهيد
١- سورة «المطففين» أو سورة «ويل للمطففين» أو سورة «التطفيف» من السور التي اختلف المفسرون في كونها مكية أو مدنية أو بعضها مكي وبعضها مدني.
فصاحب الكشاف يقول: مكية... وهي آخر سورة نزلت بمكة.
والإمام ابن كثير يقول: هي مدنية، دون أن يذكر في ذلك خلافا.
والإمام القرطبي يقول: سورة «المطففين» : مكية في قول ابن مسعود والضحاك ومدنية في قول الحسن وعكرمة، وهي ست وثلاثون آية.
قال مقاتل: وهي أول سورة نزلت بالمدينة. وقال ابن عباس وقتادة: هي مدنية إلا ثماني آيات، من قوله- تعالى-: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا إلى آخرها. فإنها مكية. وقال الكلبي وجابر بن زيد: نزلت بين مكة والمدينة.
والإمام الآلوسى يجمع كل هذه الأقوال في تفسيره بشيء من التفصيل دون أن يرجح بينها.
٢- ويبدو لنا أن سورة المطففين من السور المكية، إلا أننا نرجح أنها من آخر ما نزل على الرسول ﷺ من قرآن مكي، وقد ذكرها الإمام السيوطي في كتابه الإتقان، على أنها آخر سورة مكية، نزلت على الرسول ﷺ قبل الهجرة «١».
ومما يجعلنا نرجح أن سورة المطففين من السور المكية: حديثها الواضح عن الفجار والأبرار.
(١) راجع الإتقان ج ١ ص ٢٧.