التفسير قال الله- تعالى-:
[سورة الضحى (٩٣) : الآيات ١ الى ١١]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤)وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩)
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه السورة الكريمة روايات منها: ما أخرجه الإمام البخاري ومسلم وغيرهما عن جندب بن سفيان قال: اشتكى رسول الله ﷺ فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة- وفي رواية أنها أم جميل امرأة أبى لهب- فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فأنزل الله- تعالى-: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى، ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى.
وأخرج ابن أبى شيبة والطبراني وابن مردويه، من حديث خولة، وكانت تخدم النبي ﷺ أن جروا دخل تحت سرير رسول الله ﷺ فمات، فمكث النبي ﷺ أياما لا ينزل عليه الوحى، فقال ﷺ يا خولة ماذا حدث في بيتي، إن جبريل لا يأتينى، قالت خوله: فقلت يا نبي الله ما أتى علينا يوم خير منّا اليوم. فأخذ برده فلبسه، وخرج، فقلت في نفسي لو هيأت البيت وكنسته، فأهويت بالمكنسة تحت السرير، فإذا بشيء ثقيل، لم أزل به حتى بدا لي الجر وميتا، فأخذته بيدي، فألقيته خلف الدار، فجاء ﷺ ترعد لحيته- وكان إذا نزل عليه الوحى أخذته الرعدة- فقال يا خولة دثرينى، فأنزل الله- تعالى- هذه السورة..