كُمَيْتٍ بَهِيمِ اللَّوْنِ لَيْسَ بِفَارِضٍ | وَلَا بِعَوَانٍ ذَاتِ لَوْنٍ مُخَصَّفِ |
يَا رُبَّ ذِي ضَغَنٍ عَلَيَّ فَارِضٍ | لَهُ قُرُوءٌ كَقُرُوءِ الْحَائِضِ |
لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فَارِضًا | تُسَاقُ إِلَيْهِ مَا تَقُومُ عَلَى رِجْلِ |
وَلَمْ تُعْطِهِ بِكْرًا فَيَرْضَى سَمِينَهُ | فَكَيْفَ تُجَازَى بِالْمَوَدَّةِ وَالْفَضْلِ |
قَالَ الرَّاجِزُ:
يَا بِكْرَ بِكْرَيْنِ وَيَا خِلْبَ الْكَبِدِ | أَصْبَحْتَ مِنِّي كَذِرَاعٍ مِنْ عَضُدِ |
وَفِي الْأَكُفِّ اللَّامِعَاتِ سُوُرٌ بَيْنَ: ظَرْفُ مَكَانٍ مُتَوَسِّطُ التَّصَرُّفِ، تَقُولُ: هُوَ بَعِيدٌ بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ، وَنَقِيٌّ بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ. قَالَ تَعَالَى: هَذَا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ «١»، وَدُخُولُهَا إِذَا كَانَتْ ظَرْفًا: بَيْنَ مَا تُمْكِنُ الْبَيْنِيَّةُ فِيهِ، وَالْمَالُ بَيْنَ زَيْدٍ وَبَيْنَ عمرو، مسموع مِنْ كَلَامِهِمْ، وَيَنْتَقِلُ مِنَ الْمَكَانِيَّةِ إِلَى الزَّمَانِيَّةِ إِذَا لَحِقَتْهَا مَا، أَوِ الْأَلِفُ، فَيَزُولُ عَنْهَا الِاخْتِصَاصُ بِالْأَسْمَاءِ، فَيَلِيهَا إِذْ ذَاكَ الْجُمْلَةُ الِاسْمِيَّةُ وَالْفِعْلِيَّةُ، وَرُبَّمَا أُضِيفَتْ بينا إلى المصدر. ولبين فِي عِلْمِ الْكُوفِيِّينَ بَابٌ مَعْقُودٌ كَبِيرٌ. اللَّوْنُ: مَعْرُوفٌ، وَجَمْعُهُ عَلَى الْقِيَاسِ أَلْوَانٌ. وَاللَّوْنُ: النَّوْعُ، وَمِنْهُ أَلْوَانُ
(١) سورة الكهف: ١٨/ ٧٨.