خَلِيفَتَنَا جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا | عَنِ الْإِسْلَامِ وَالسَّعْيِ الْكَرِيمِ |
فَحَقُّ جِهَادِهِ جَاهَدْتَ فِيهِ | إِلَى أَنْ فُزْتَ بِالْفَتْحِ الْعَظِيمِ |
وَصَيَّرْتَ الْأَنَامَ بِحُسْنِ هَدْيٍ | عَلَى نَهْجِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ |
فَجَاهِدْ فِي أُنَاسٍ قَدْ أَضَلُّوا | طَرِيقَ الشَّرْعِ بِالْعِلْمِ الْقَدِيمِ |
وَحَرِّقْ كُتْبَهُمْ شَرْقًا وَغَرْبًا | فَفِيهَا كَامِنًا شَرُّ الْعُلُومِ |
يَدُبُّ إِلَى الْعَقَائِدِ مِنْ أَذَاهَا | سُمُومٌ وَالْعَقَائِدُ كَالْجُسُومِ |
وَفِي أَمْثَالِهَا إِذْ لَا دَوَاءَ | يَكُونُ السَّيْفُ تِرْيَاقَ السُّمُومِ |
يَا وَحْشَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ فِرْقَةٍ | شَاغِلَةً أَنْفُسَهَا بِالسَّفَهْ |
قَدْ نَبَذَتْ دِينَ الْهُدَى خَلْفَهَا | وَادَّعَتِ الْحِكْمَةَ وَالْفَلْسَفَهْ |
قَدْ ظَهَرَتْ فِي عَصْرِنَا فِرْقَةٌ | ظُهُورُهَا شُؤْمٌ عَلَى الْعَصْرِ |
لَا تَقْتَدِي فِي الدِّينِ إِلَّا بِمَا | سَنَّ ابْنُ سِينَا أَوْ أَبُو نَصْرِ |
وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَالْكِسَائِيُّ قِطْعًا بِسُكُونِ الطَّاءِ، وَهُوَ مُفْرَدٌ اسْمٌ لِلشَّيْءِ الْمَقْطُوعِ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ فِي قَوْلِهِ: بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ، بِسَوَادٍ مِنَ اللَّيْلِ. وَأَهْلُ اللُّغَةِ يَقُولُونَ: الْقِطْعُ ظُلْمَةُ آخِرِ اللَّيْلِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: طَائِفَةٌ مِنَ اللَّيْلِ. وَعَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ يَكُونُ قَوْلُهُ: مُظْلِمًا صِفَةً لِقَوْلِهِ:
قِطَعًا، كَمَا جَاءَ ذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ: كَأَنَّمَا تَغْشَى وُجُوهَهُمْ قِطْعٌ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمٌ. وَقَرَأَ ابْنُ