وقيل لمالك: كيف استوى؟ فقال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول «١».
ولا يصح معنى فَسَوَّاهُنَّ عند الحمل على الانتصاب، ولا يناقض الآية قوله «٢» : وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها، لأنّ الدّحو: البسط «٣» فإنّما دحاها بعد أن خلقها وبنى عليها السماء «٤».

(١) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: (٢/ ١٥٠، ١٥١)، وتتمة كلام الإمام مالك:
والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا. فأمر به أن يخرج. قال البيهقي: «وروى ذلك أيضا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أستاذ مالك بن أنس رضي الله عنهما». وانظر شرح العقيدة الطحاوية: ٧٦، والدر المنثور: ٣/ ٤٧٤.
(٢) سورة النازعات: آية: ٣٠.
(٣) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ٥١٣، وتأويل مشكل القرآن: ٦٨، وتفسير المشكل لمكي: ٣٧٤، وتفسير القرطبي: ١٩/ ٢٠٤.
(٤) هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله نسب إلى مجاهد كما في زاد المسير: ١/ ٥٨، وأورده ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: ٦٧ آية النازعات وقال: فدلت هذه الآيات على أنه خلق السماء قبل الأرض. وليس في كتاب الله تحريف الجاهلين، وغلط المتأولين. وإنما كان يجد الطاعن متعلّقا لو قال: والأرض بعد ذلك خلقها أو ابتدأها أو أنشأها، وإنما قال:
دَحاها فابتدأ الخلق للأرض على ما في الآي الأول في يومين، ثم خلق السماوات وكانت دخانا في يومين، ثم دحا بعد ذلك الأرض، أي بسطها ومدها.


الصفحة التالية
Icon