فقال تعالى إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ يعني: في منازل حسنة، آمنين من العذاب.
قرأ نافع، وابن عامر فِي مُقَامٍ، بضم الميم. والباقون بالنصب، فمن قرأ بالنصب يعني:
المكان والموضع، ومن قرأ بالضم يعني: الإقامةي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
يعني: في بساتين، وأنهار جارية يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ يعني: ما لطف من الديباج وَإِسْتَبْرَقٍ يعني: ما ثخن منه مُتَقابِلِينَ يعني: متواجهين كما قال في آية أخرى إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧) [الحجر: ٤٧] ثُم قال: كَذلِكَ يعني: هكذا، كما ذكرت لهم في الجنة.
ثم قال عز وجل: وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يعني: بيض الوجوه حسان الأعين يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ يعني: ما يتمنون من الفواكه، آمنين من الموت ومن زوال المملكة.
ويقال: آمِنِينَ مما يلقى أهل النار لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ يعني: في الجنة إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى يعني: سوى ما قضى عليهم من الموتة الأولى في الدنيا وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ يعني: يصرف عنهم عذاب النار قوله تعالى: فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ يعني: هذا الثواب، عطاء من ربك للمؤمنين المخلصين ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ يعني: النجاة الوافرة فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ يعني: هونا قراءة القرآن على لسانك، لكي تقرأه وتخبرهم بذلك لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ يعني: يتعظون بالقرآن فَارْتَقِبْ يعني: انتظر بهلاكهم إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ يعني: منتظرون بهلاكك. روى يعلى بن عبيد، عن إسماعيل، عن عبد الله بن عيسى قال: أخبرت أنه: من قرأ ليلة الجمعة سورة الدخان إيماناً، واحتساباً وتصديقاً، أصبح مغفوراً له، والله أعلم. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي الأمي، وآله وأزواجه الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما دائما.