فمن قرأ بالنصب فمعناه: ولا يعذب عذاب هذا الصنف من الكفار أحد، وكذلك لا يوثق وثاقه أحد. ومن قرأ بالكسر، معناه لا يتولى يوم القيامة عذاب الله أحد، الملك يومئذ لله وحده، والأمر بيده. ويقال: معناه لا يقدر أحد. من الخلق، أن يعذب كعذاب الله تعالى، ولا يوثق في الغل والصفد كوثاق الله.
ثم قال عز وجل: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ التي اطمأنت بلقاء الله عز وجل، ويقال:
الْمُطْمَئِنَّةُ يعني: الراضية بثواب الله تعالى، القانعة بعطاء الله، الشاكرة لنعمائه تعالى. يقال لها، عند الفراق من الدنيا ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ يعني: ارجعي إلى ثواب ربك، إلى ما أعد الله لك في الجنة. ويقال له يوم القيامة راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي يعني: مع عبادي الصالحين في الجنة وَادْخُلِي جَنَّتِي يعني: ادخلي الجنة بلا حساب، ويقال: هذا الخطاب لأهل الدنيا، يعني: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ في الدنيا، التي أمنت من عذاب الله، ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً يعني: فَادْخُلِي فِي عِبادِي يعني: ادخلي في عبادي، وفي طاعتي، وادخلي في جنتي ويقال: معناه تقول الملائكة: يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ما أعد الله لك راضية، فادخلي في عبادي على محض التقديم، يعني: يا أيتها النفس المطمئنة، الراضية بما أعطيت من الثواب، مرضية بما عملت، وادخلي جنتي مع عبادي والله تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon