قال الله تعالى: فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ فلما سمع ذكر الزبانية، رجع فزعاً. فقيل له: خشيت منه، قال: ولكن رأيت عنده فارساً فهددني بالزبانية، فلا أدري ما الزبانية، ومال إلى الفارس، فخشيت أن يأكلني. وروى عكرمة عن ابن عباس إِنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم، هدد أبا جهل فقال: لم تهددني؟ فو الله علمتَ أني أكثر أهل الوادي نادياً، لئن دعوتُ، يعني: أهل مجلسي منعوني عن ربك، فنزل فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ قال ابن عباس رضي الله عنه: لو دعا ناديه، أخذته الزبانية.
ثم قال: كَلَّا لاَ تُطِعْهُ يعني: حقاً لا تطعه في ترك الصلاة يا محمد وَاسْجُدْ يعني:
صل لله تبارك وتعالى وَاقْتَرِبْ يعني: صل واقترب إلى ربك، بالأعمال الصالحة. وروى ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، ألا يرى إلى قوله وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ يعني: اقترب إلى ربك بالسجود، واعلم أن السجود أربعة أحرف، السين سرعة المطيعين والجيم جهد العابدين والدال دوام المجتهدين والهاء هداية العارفين ويقال السين سرور العارفين، الجيم جمال العابدين، والدال دولة المطيعين، والهاء هبة الصديقين.