أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً»
٢٢ نفقا أدخل فيه إلى الأرض ومحترزا اختبئ فيه أو ملجأ ألجأ إليه من عذابه، وقد يراد به اللحد وفيه قال:
يا لهف نفسي ونفسي غير مجدية | عني وما من قضاء الله ملتحدا |
أي مقبر وهو يريد مدخل اللحد
«إِلَّا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ» استثناه من قوله لن أجد وهو غير جنس المستثنى منه، أي لن ينقذني إلا تبليغ ما أرسلت به إليكم بلا زيادة ولا نقص
«وَرِسالاتِهِ» بأن أعلنها لكم بلا توان، وهذا على جعل (بلاغا وما بعده) بدلا من ملتحدا، وعلى كون الاستثناء منقطعا لأن البلاغ من الله لا يكون داخلا تحت قوله ملتحدا، وعلى كون الاستثناء متصلا فيكون استثناء من مفعول (لا أملك) وتكون جملة قل لن يجيرني إلخ اعتراضية مؤكدة لنفي الاستطاعة عن نفسه وبيان عجزه وكمال تفويضه جميع أموره خالقه، وعليه يكون المعنى (لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً) وإنما أملك إبلاغ رسالات الله إليكم فقط بالبشارة إن أطعتم، والنذارة إن عصيتم فلا أقدر على ضركم إن أبيتم ولا على نفعكم إن قبلتم، والأول أولى يؤيده قوله تعالى
«وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» فلم يأتمر بأمرهما ولم ينته بنهيهما أي لم يطعهما ولم يصدق بما جاءه عنهما
«فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ» خاصة وقد أفرد الضمير هنا رعاية للفظ من
«خالِدِينَ فِيها أَبَداً» ٢٣ لا يخرجون منها وجمع الضمير هنا رعاية لمعناها إذ تطلق على الجمع معنى كما تطلق على المفرد لفظا، وهكذا في كل موضع من هذا القبيل، ويفهم من هذه الآية أن من يطع الله ورسوله، فإن له الجنة خالدين فيها أبدا
«حَتَّى إِذا رَأَوْا» هؤلاء الكفرة
«ما يُوعَدُونَ» به من العذاب على لسان رسلنا
«فَسَيَعْلَمُونَ» عند حلوله بهم
«مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً» ٢٤ هم أم المؤمنون، لأن المؤمنين ينصرهم الله، والكافرين لا ناصرهم
«قُلْ» ما
«إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ» به من العذاب
«أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً» ٢٥ أجلا بعيدا لوقت معلوم عنده ونظير هذه الآية الفقرة الأخيرة من الآية ١٠٩ من سورة الأنبياء في ج ٢، أي إنكم معذبون لا محالة، ولكن لا يعلم وقت نزول العذاب بكم إلا هو «عالِمُ