لما وضعت الفرزدق ميسمي وعلى البعيث، جدعت أنف الأخطل
يريد: أنه وسم الفرزدق وجدع أنف الأخطل بالهجاء، أي أبقى عليه عارا كالجدع والوسم.
وقال أيضا «١» :
رفع المطيّ بما وسمت مجاشعا والزّنبريّ يعوم ذو الإجلال
يريد: أن هجاءه قد سارت به المطيّ، وغنّي به في البر والبحر. وقال «٢» :
وأوقدت ناري بالحديد فأصبحت لها وهج يصلي به الله من يصلي
شبّه شعره بالنّار، وهجاءه بمواسم الحديد.
وقال الكميت بن زيد يذكر قصيدة له «٣» :
تعلّط أقواما بميسم بارق وتقطم أوباشا زنيما ومسندا
والعلاط: سمة في العنق.
وربما استعاروا للهجاء غير الوسم، كقول الهذليّ «٤» :
(١) يروى البيت بلفظ:
رفع المطيّ بها وشمت مجاشعا كالزنبريّ يقاد بالأجلال
والبيت من الكامل، وهو لجرير في ديوانه ص ٩٥٥ (ورواية عجز البيت فيه كما في المتن). ولسان العرب (جلل)، وبلا نسبة في لسان العرب (زنبر)، وكتاب العين ٧/ ٢٨٦، وتاج العروس (زنبر).
(٢) البيت من الطويل، وهو في ديوان جرير ص ٤٦٢.
(٣) البيت من الطويل، وهو في ديوان الكميت بن زيد ١/ ١٦٤.
(٤) الأبيات من المتقارب، والبيت الأول لأبي المثلم الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ٣٠٦، وتاج العروس (حلأ)، (حيض)، (رهط)، (زها). ولسان العرب (رهط)، (زها)، وللهذلي في تهذيب اللغة ٦/ ١٧٥، ٣٧١، ٣٧٣، وبلا نسبة في كتاب العين ٤/ ٢٠، ٧٤، ومقاييس اللغة ٢/ ٤٥٠، ٣/ ٢٩، ومجمل اللغة ٢/ ٤٢٩، ٣/ ٢٧، والمخصص ٤/ ٣٦.
والبيت الثاني لأبي المثلم الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ٣٠٧، وتاج العروس (أبأ)، (حلأ)، وللمتنخل الهذلي في لسان العرب (جلا)، وتاج العروس (جلو)، وللهذلي في جمهرة اللغة ص ١٠٤٥، وأساس البلاغة (فقح)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٤٩٣، وتهذيب اللغة ١١/ ١٧٦، والمخصص ١٥/ ١٢٢، ومقاييس اللغة ٤/ ٤٤٣.
والبيت الثالث لأبي المثلم الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ٣٠٧، وتاج العروس (أبأ)، (خوض)، وبلا نسبة في كتاب الجيم ٢/ ٤٢، وفيه: «المقرض»، بدل: «بالمخوض».
والبيت الرابع بلا نسبة في كتاب العين ١/ ٨٠.


الصفحة التالية
Icon