٢٥- الوحي
الوحي: كلّ شيء دللت به من كلام أو كتاب أو إشارة أو رسالة. قال الله تعالى:
إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ [النساء: ١٦٣]، وقال: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ [الأنعام: ١٩]، فهذا إرسال جبريل بالقرآن.
وقال: فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا [مريم: ١١]، أي أشار إليهم وأومأ.
وقال بعض المفسرين: كتب إليهم.
قال أبو محمد:
والتفسير الأول أعجب إليّ، لأنه قال في موضع آخر: آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً [آل عمران: ٤١].
والرمز: تحريك الشفتين أو الحاجبين أو العينين، ولا يكون كتابا.
والوحي: إلهام، كقوله: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ [المائدة: ١١١]، ووَ أَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ [النحل: ٦٨]، أي ألهمها.
والوحي: إعلام في المنام، كقوله: وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ [الشورى: ٥١].
والوحي: إعلام بالوسوسة من الشيطان، قال: وَإِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ [الأنعام: ١٢١]، وقال: شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً [الأنعام: ١١٢].
والوحي: أمر، قال الله تعالى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) [الزلزلة: ٥]، أي أمرها. وقال الراجز «١» :
وحي لها القرار فاستقرّت أي أمرها بالقرار: فقرّت، يعني الأرض. ويقال: سخّرها.

(١) يليه: وشدّها بالراسيات الثبّت والرجز للعجاج في ديوانه ٢/ ٤٠٨، ٤٠٩، ولسان العرب (وحي)، وتهذيب اللغة ٥/ ٢٩٦، ٢٩٧، وجمهرة اللغة ص ٥٧٦، وكتاب العين ٣/ ٣٢٠، وتاج العروس (وحي)، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٦/ ٩٣، ومجمل اللغة ٤/ ٥١٢.


الصفحة التالية
Icon