وإلا رسوم الدّار قفرا كأنّها | كتاب محاه الباهليّ بن أصمعا |
«إن ذان إلا ساحران» وفي مصحف عبد الله: (وأسرّوا النّجوى أن هذان ساحران) منصوبة بالألف يجعل إِنْ هذانِ تبيينا للنجوى.
وقالوا في قوله تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ [المائدة:
٦٩] رفع (الصابئين) لأنه ردّ على موضع إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وموضعه رفع، لأن (إنّ) مبتدأة وليست تحدث في الكلام معنى كما تحدث أخواتها. ألا ترى أنك تقول: زيد قائم، ثم تقول: إن زيدا قائم، ولا يكون بين الكلامين فرق في المعنى. وتقول: زيد قائم، ثم تقول: ليت زيدا قائم، فتحدث في الكلام معنى الشك. وتقول: زيد قائم، ثم تقول: ليت زيدا قائم، فتحدث في الكلام معنى التمني، ويدلّك على ذلك قولهم: إن عبد الله قائم وزيد، فترفع زيدا، كأنك قلت: عبد الله قائم وزيد، وتقول: لعل عبد الله قائم وزيدا، فتنصب مع (لعلّ) وترفع مع (إن) لما أحدثته (لعلّ) من معنى الشك في الكلام، ولأنّ (إنّ) لم تحدث شيئا. وكان الكسائي «١» يجيز: أن عبد الله وزيد قائمان، وإنّ عبد الله وزيد قائم. والبصريون يجيزونه، ويحكون: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ [الأحزاب: ٥٦] وينشدون «٢» :
الباهلي، الإمام أبو سعيد البصري، الأديب اللغوي، ولد سنة ١٢٣ هـ، وتوفي بالبصرة سنة ٢١٥ هـ، له العديد من التصانيف منها: «أصول الكلام»، «الأضداد في اللغة»، «كتاب الأراجيز»، «كتاب الاشتقاق، «كتاب الألفاظ»، «كتاب غريب الحديث والقرآن»، «كتاب غريب الحديث والكلام الوحشي»، «كتاب اللغات»، «كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه»، «كتاب معاني الشعر»، «كتاب المقصور والممدود»، «كتاب الهمزة وتحقيقها» وغيرها الكثير (كشف الظنون ٥/ ٦٢٣- ٦٢٤).
(١) الكسائي: هو علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان، مولى بني أسد، أبو الحسن المعروف بالكسائي، ثم البغدادي الكوفي، أحد أئمة النحو، توفي سنة ١٨٩ هـ بالري، صنّف من الكتب:
«اختلاف العدد»، «أشعار المعاياة وطرائقها»، «قصص الأنبياء»، «كتاب الحروف»، «كتاب العدد»، «كتاب القراءات»، «كتاب المصادر»، «كتاب النوادر الأصغر»، «كتاب النوادر الأكبر»، «كتاب النوادر الأوسط»، «كتاب الهاءات المكنى في القرآن»، «كتاب الهجاء»، «مختصر في النحو»، «معاني القرآن»، «مقطوع القرآن وموصوله». (كشف الظنون ٥/ ٦٦٨).
(٢) البيت من الطويل، وهو لضابىء بن الحارث البرجمي في الأصمعيات ص ١٨٤، والإنصاف ص ٩٤، وتخليص الشواهد ص ٣٨٥، وخزانة الأدب ٩/ ٣٢٦، ١٠/ ٣١٢، ٣١٣، ٣٢٠، والدرر ٦/ ١٨٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٦٩، وشرح التصريح ١/ ٢٢٨، وشرح شواهد المغني ص ٨٦٧، وشرح المفصل ٨/ ٨٦، والشعر والشعراء ص ٣٥٨، والكتاب ١/ ٧٥، ولسان العرب
(١) الكسائي: هو علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان، مولى بني أسد، أبو الحسن المعروف بالكسائي، ثم البغدادي الكوفي، أحد أئمة النحو، توفي سنة ١٨٩ هـ بالري، صنّف من الكتب:
«اختلاف العدد»، «أشعار المعاياة وطرائقها»، «قصص الأنبياء»، «كتاب الحروف»، «كتاب العدد»، «كتاب القراءات»، «كتاب المصادر»، «كتاب النوادر الأصغر»، «كتاب النوادر الأكبر»، «كتاب النوادر الأوسط»، «كتاب الهاءات المكنى في القرآن»، «كتاب الهجاء»، «مختصر في النحو»، «معاني القرآن»، «مقطوع القرآن وموصوله». (كشف الظنون ٥/ ٦٦٨).
(٢) البيت من الطويل، وهو لضابىء بن الحارث البرجمي في الأصمعيات ص ١٨٤، والإنصاف ص ٩٤، وتخليص الشواهد ص ٣٨٥، وخزانة الأدب ٩/ ٣٢٦، ١٠/ ٣١٢، ٣١٣، ٣٢٠، والدرر ٦/ ١٨٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٦٩، وشرح التصريح ١/ ٢٢٨، وشرح شواهد المغني ص ٨٦٧، وشرح المفصل ٨/ ٨٦، والشعر والشعراء ص ٣٥٨، والكتاب ١/ ٧٥، ولسان العرب