- وسنعرض لذلك فيما بعد- الذي قيل إنه ألفه في خمس عشرة سنة، وكان يقرؤه على شيخه ابن الأنباري «١» ويصلح له فيه مواضع «٢» ومات سنة ٣٣٠ هـ «٣».
الاختلاف في اسم عزيز:
اختلف المترجمون للسجستاني وكذلك العلماء المتخصصون في ضبط الأعلام في الحرف الأخير من «عزير» أهو بالزاي أم بالراء.
قالت طائفة إنه بالراء فقط وأخرى قالت إنه بالزاي. ولابن حجر دراسة موعبة في «تبصير المنتبه» عن هذا الموضوع وفيمن قال إنه بالراء أو بالزاي في آخره «٤»، وأورد الزبيدي كلامه وزاد نقولا من غيره في مادة (عزز) بتاج العروس. ويذكر الزبيدي أن هناك رسالة مستقلة في هذا الموضوع ألفها الحافظ أبو الفضل ابن ناصر السلامي.
ويتلخص ما كتبه الزبيدي أن البغداديين يقولون إنه بالراء، ومنهم الحافظ ابن ناصر وابن نقطة وابن النجّار وأبو محمد بن عبيد الله وعبد الله بن الصّباح البغدادي، وتبعهم من المغاربة الصدفي وأبو بكر بن العربي والعبدري والقاسم التّجيبيّ. وذكر طائفة ممن قالت إنه بالزاي فنسب ذلك إلى الدارقطني وعبد الغني والخطيب وابن ماكولا.
ونقل الزّبيدي من حجج من قال إنه بالراء أن جماعة منهم ابن نقطة ذكر أنه رأى نسخة عند شخص معين حدده مكتوب عليها أنها لمحمد بن عزيز أو بخط ابن عزير، بالراء في آخره.
وأما الفريق الآخر الذي يرى أنه بالزاي فحجة بعضهم أن الكاتب قد يذهل عن نقط الزاء فتصير راء، وحجة غيرهم أنه قد يكون فوقها نقطة فجعلها بعض من لا يميّز علامة الإهمال.
وكونه بالزاء هو الذي مال إليه الزبيدي وارتضاه «٥».

(١) بغية الوعاة ١/ ١٧١، وطبقات المفسرين للداوودي ٢/ ١٩٤.
(٢) تاريخ الإسلام ٩/ ٣٨٤، وطبقات المفسرين ٢/ ١٩٤.
(٣) بغية الوعاة ١/ ١٧١، وطبقات المفسرين ٢/ ١٩٤، والتاج (عزز).
(٤) تبصير المنتبه ٩٤٨- ٩٥٠.
(٥) انظر التاج (عزز). [.....]


الصفحة التالية
Icon