وأصله المنع، وقيل: الشّدّ لأنه يشدّ على المعنى الذي يفهمه في قلبه.
١٥٣- بِالصَّبْرِ [٤٥] : حبس النّفس على المكروه، وقيل: حبسها عما تسارع إليه.
١٥٤- الْخاشِعِينَ [٤٥] : المتواضعين (زه) والخشوع: قريب من الخضوع، وأصله اللّين والسهولة. وقيل: الاستكانة والتذلل، وقال اللّيث «١» :
الخضوع في البدن «٢»، والخشوع في البدن والبصر والصّوت «٣».
١٥٥- يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ [٤٦] : أي يوقنون «٤»، ويظنّون أيضا:
يشكّون، والظّن من الأضداد (زه) وهو حقيقة في التّردد بين جائزين، مجاز في اليقين.
١٥٦- فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ [٤٧] أي عالمي دهرهم ذلك، لا على سائر العالمين، فكذلك قوله: وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ «٥» أي على عالمي دهرها، وكما فضلت خديجة وفاطمة بنت رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- على نساء أمّة محمد- صلّى الله عليه وسلّم- (زه) وفضّل فعّل من الفضل وهو الزّيادة وفعله فضل يفضل بالضم. وأما في الفضلة من الشيء، وهي البقيّة فيقال كذلك، ويقال: فضل يفضل كسمع يسمع، وربما قيل بالكسر من الماضي والضم من المضارع على التّداخل.
١٥٧- لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً [٤٨] : أي لا تقضي ولا تغني عنها شيئا، يقال: جزى فلان [عنّي، أي ناب وأجزاني: كفاني. ويقال: أجزى فلان] «٦» دينه: أي قضاه، وتجازى فلان دين فلان: أي تقاضاه، والمتجازي: هو المتقاضي (زه) والجزاء: القضاء، عن المفضّل، والمكافأة والإجزاء: الإغناء.

(١) هو الليث بن نصر الخراساني صاحب الخليل بن أحمد: لغوي نحوي. قيل: إنه انتحل كتاب العين للخليل، وقيل: هو الذي صنعه. (إنباه الرواة ٣/ ٤٢، وبغية الوعاة ٢/ ٢٧٠) وقيل: اسمه الليث بن المظفّر. وقيل: الليث بن رافع بن نصر بن يسار. (بغية الوعاة ٢/ ٢٧٠).
(٢) ورد في حاشية الأصل: «ينقض عليه بقوله تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ» [الأحزاب ٣٢].
(٣) العين ١/ ١١٢.
(٤) ورد في حاشية الأصل: «ويرجح هذا التفسير أنه قرئ شاذّا يعلمون والله أعلم أي بدل يَظُنُّونَ وهي في مصحف عبد الله». (الكشاف ١/ ٦٦).
(٥) سورة آل عمران، الآية ٤٢.
(٦) ما بين المعقوفتين ساقط من مطبوع النزهة ٤٧، ومخطوطيه طلعت ١٧/ أ، ومنصور ٩/ ب.


الصفحة التالية
Icon