الأنوار، وقال: النور مثل نور القرآن مصباح، المصباح سراجه المعرفة وفتيلته الفرائض ودهنه الإخلاص ونوره نور الاتصال. فكلما ازداد الإخلاص صفاء، ازداد المصباح ضياء، وكلما ازداد الفرائض حقيقة ازداد المصباح نورا.
[سورة النور (٢٤) : آية ٣٧]
رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (٣٧)
قوله: يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ [٣٧]، يعني يوم البعث تتقلب فيه القلوب والأبصار حالاً بعد حال لا يدومون على حال، فالمؤمن الذي يخاف هذا اليوم.
وقد حكي عن الحسن أنه قال: ذكر عنده أن رجلاً يخرج من النار بعد ألف عام، فقال الحسن: يا ليتني أنا هو «١».
وحكي عن عون بن عبد الله «٢» أنه قال: أوصى لقمان ابنه قال: يا بني ارجُ الله رجاء لا تأمن فيه مكره، وخَف الله تعالى خوفاً لا تيأس فيه من رحمته. فقال: كيف أستطيع ذلك ولي قلب واحد؟ فقال: يا بني إن المؤمن لذو قلبين: قلب يرجو الله به، وقلب يخافه به «٣»، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(٢) عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي (... - نحو ١١٥ هـ)، خطيب، راوية، ناسب، شاعر، كان من آداب أهل المدينة، اشتهر بالعبادة والقراءة. (الحلية ٤/ ٢٤٠).
(٣) قوت القلوب ١/ ٣٨١، ٤٢٣ وشعب الإيمان ٢/ ١٨.