اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧)
«١».
وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ (١) وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ (٢) إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ (٣) فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا (٤) أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى (٣٢) [٣١- ٣٢].
(١) الإثم: بمعنى الذنب بصورة عامة.
(٢) اللمم: الهفوات الصغيرة أو الإلمام ببعض الذنوب الصغيرة من حين إلى حين أو النية والتحويم حولها دون اقترافها فعلا.
(٣) أجنّة: جمع جنين. وهو الطفل في بطن أمه.
(٤) فلا تزكوا أنفسكم: لا تتبجحوا ولا تدّعوا الطهارة والنقاء والبراءة لأنفسكم.
في الآيات تقرير لشمول علم الله وحكمته وإحاطته بأحوال الناس منذ بدء خلقتهم، ومعرفته محسنهم ومسيئهم، وقدرته على جزاء كل منهم حسب عمله.
وفيها تنويه بأصحاب الأعمال الحسنة الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، وتأميلهم بغفران ما يلمون به من هفوات وأخطاء، فإن الله واسع المغفرة.
والصلة ملموحة بين هذه الآيات وسابقاتها. فتلك تضمنت التنديد بعقائد العرب الجاهلية واتباعهم الظن والهوى وتبجحهم بأنهم على الحقّ، وهذه تضمنت تعقيبا وتوضيحا وتنبيها.

(١) انظر لأجل ما ورد في هذه النبذة تفسير سورة النجم في تفسير الطبري والنيسابوري والبغوي وابن كثير والطبرسي والخازن وكتابنا عصر النبي عليه السلام وبيئته قبل البعثة، الباب الرابع في الحياة الدينية عند العرب.


الصفحة التالية
Icon