حرم مكة وفي الأشهر الحرم وقد شهد أحد الأيام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع أعمامه وكان ينبل عليهم أي يرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها على ما رواه ابن هشام عن أبي عبيدة النحوي عن أبي عمرو بن العلاء «١». وقد روى ابن هشام رواية أخرى في حادث متصل بأمن مكة شهده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جاء فيها أن بني هاشم وبني عبد المطلب وبني أسد بن عبد العزى وبني زهرة بن كلاب وبني تميم بن مرة اجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم ممن دخلها من سائر الناس إلّا قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته وسمّوا حلفهم هذا حلف الفضول. وكان النبي صلّى الله عليه وسلّم ممن شهد هذا الحدث. وقد روى ابن هشام هذه الرواية عن زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن اسحق. وأورد في سياقها حديثا عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التيمي أنه سمع طلحة بن عبد الله بن عوف الزهري يقول: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم. ولو أدعى به في الإسلام لأجبت» «٢».
وهناك أحاديث نبوية عديدة صحيحة في حرمة بيت الله ومكة التي هو فيها.
من ذلك ما جاء في حديث رواه مسلم وأبو داود عن جابر بن عبد الله عن النبي صلّى الله عليه وسلّم:
«إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» «٣». وحديث رواه الخمسة عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله عزّ وجلّ

(١) انظر الجزء الرابع من تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي ص ٣٧٢- ٣٧٤ وابن هشام ج ١ ص ١٨٤.
(٢) ابن هشام ج ١ ص ١٣٣ وانظر طبقات ابن سعد ج ١ ص ١٠٨- ١١٠ حيث ذكر خبر اشتراك النبي صلّى الله عليه وسلّم في أحد أيام الفجار وذكر في رواية هذا الخبر قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «قد حضرته ورميت مع عمومتي فيه بأسهم وما أحب أني لم أكن فعلت»
وذكر خبر شهوده عهد حلف الفضول وقوله: ما أحب أن لي بحلف حضرته بدار ابن جدعان حمر النعم وإني أغدر به ولو دعيت به لأجبت». وروى ابن سعد هذين الخبرين عن راو عن راو إلى حكيم بن حزام أحد أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
(٣) التاج ج ٢ ص ١٤٣.


الصفحة التالية
Icon