(٥) الفارقات: بمعنى المفرقات بين شيء وآخر.
(٦) ذكرا: هنا بمعنى التذكير أو الوحي.
(٧) عذرا: من الإعذار وهو التنبيه حتى لا يبقى محل للوم والتحجج.
(٨) نذرا: من الإنذار.
تعددت الأقوال في تأويل الفقرات المقسم بها ومحمولها، وقد تكرر القسم بمثل هذا الأسلوب الذي تتعدد في تأويلها ومحمولها الأقوال كمطالع سور الصافات والذاريات والنازعات.
وقد قيل في صدد فقرات السورة إنها الرياح كما قيل إنها الملائكة. وقيل كذلك إنها الرياح والملائكة معا. ومن نماذج الأقوال ما جاء في تفسير ابن عباس رواية الكلبي بأن الله أقسم بالملائكة الذين يرسلون متتابعين كعرف الفرس، وأقسم بالرياح العواصف وأقسم بالسحاب الناشرات بالمطر، أو الملائكة الذين ينشرون الكتاب وأقسم بالملائكة الذين يفرقون بين الحق والباطل، والحلال والحرام بما يلقونه من الذكر والوحي عذرا لله من الجور والظلم، أو نذرا لخلقه من عذابه.
وقد جاء في تفسير الكشاف للزمخشري أن الله أقسم بطوائف من الملائكة أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيهن كما تعصف الرياح امتثالا لأمره، وبطوائف منهن نشرن أجنحتهن في الجو عند انحطاطهن بالوحي، أو نشرن الشرائع في الأرض أو نشرن النفوس الموتى بالكفر والجهل بما أوحين، ففرقن بين الحق والباطل، فألقين ذكرا إلى الأنبياء عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين، أو أقسم برياح عذاب أرسلهن فعصفن وبرياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه، أو بسحائب نشرن الموات ففرقن بين من يشكر الله تعالى على نعمة الغيث وبين من يكفر.
والذي يتبادر لنا أن السامعين أو نبهاءهم كانوا يفهمون محمول هذه الفقرات ودلالتها لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين يسمعه أناس يعلمونه على ما جاء في آية


الصفحة التالية
Icon