الذي كان أبيض من الثلج وأحلى من العسل وطينه الذي كان أطيب من المسك.
ومثل رؤيته نهري الفرات والنيل ينبعان من ناحية سدرة المنتهى. ورؤيته في الجنة أنهار اللبن والعسل المصفى والخمر. وهناك تغاير بارز في بعض ما يوصف بالصحيح منها مثل رؤيته موسى قائما يصلي في قبره ورؤيته إياه في السماء السادسة. ومثل رؤيته إبراهيم وعيسى في الأرض ثم في السموات...
وفي حين يذكر حديثا مالك بن صعصعة وشريك اللذان يرويهما البخاري خبر شق بطن النبي صلّى الله عليه وسلّم بين يدي حادث الإسراء يروى حديث صحيح آخر عن أنس بن مالك أن عملية من هذا النوع أجريت للنبي صلّى الله عليه وسلّم في زمن رضاعته في بني سعد حيث روى عنه «أنّ رسول الله أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فشقّ عن قلبه فاستخرجه فاستخرج منه علقة فقال هذا حظّ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه يعني ظئره فقالوا إن محمدا قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره» «١».
ونحن نعرف أن كثيرا من أئمة الحديث والتفسير يقررون صحة خبر وقوع الإسراء والمعراج معا وباليقظة والجسد. غير أننا إزاء صراحة القرآن القطعية في الإسراء دون المعراج، وإزاء الأحاديث التي وردت في كتب الصحاح وإزاء بعضها الذي يذكر خبر الإسراء إلى بيت المقدس فحسب، وبعضها يذكر خبر الانطلاق إلى السماء رأسا وإزاء ما احتوته الأحاديث من تفاصيل عجيبة نرى أن نقف موقف التحفظ إزاء ما احتوته من تفاصيل في سياق المعراج وبخاصة من القول إنه كان باليقظة والجسد. وكل ما نرجح صحته إزاء كثرة الأحاديث الواردة التي لا يمكن إلّا أن تكون ترديدا لخبر مشهور هو أن المعراج رؤيا منامية أو مشهد روحاني شاء الله عز وجل أن يري رسوله فيه من آياته الكبرى مشاهد مما في عمله في ملكوت السموات والأرض حاضرا ومستقبلا ودنيويا وأخرويا ومما ورد كثير من صوره في