عند نصوص القرآن والثابت من الأحاديث النبوية وتجنب كل تمحل وتزيد لا طائل من ورائهما.
[سورة فاطر (٣٥) : الآيات ٣ الى ٦]
يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٥) إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (٦)
(١) فأنى تؤفكون: فأنى تذهبون أو أين تنصرفون.
(٢) الغرور: الذي يغر بما يزينه لغيره وبما فيه من زينة تأخذ اللب فيغتر وينخدع. وأكثر المفسرين على أن الكلمة تعني «الشيطان» وورود اسم الشيطان عقبها مما يقوم قرينة أو دليلا. وقد قرأ بعضهم الكلمة بضم الغين وفي هذه الحال يصبح المعنى الاغترار والاعتداد بالنفس. وهذا المعنى مما تتحمله الآية أيضا.
بعد تلك المقدمة جاءت هذه الآيات تذكر الناس بنعم الله عليهم وتحذرهم من الاغترار بالدنيا والاستماع إلى وساوس الشيطان عدوهم الذي هو وحزبه في النار. فالصلة بين هذه الآيات والمقدمة قائمة. وعبارة الآيات واضحة لا تحتاج إلى أداء آخر أيضا. وهي نافذة الأسلوب كالمقدمة.
وقد جاءت الآيات الثانية معترضة، وجّه الخطاب فيها للنبي ﷺ ثم استؤنف الخطاب للناس. والمتبادر أنها بسبيل تطمين النبي ﷺ وتسليته فإذا كان قومه كذبوه فقد كذبت رسل من قبله أيضا. والأمور راجعة إلى الله الكفيل بمقابلة الناس على أعمالهم فلا ينبغي أن يحزن ويغتم.
والآية الأخيرة دامغة الحجة. فالشيطان عدوّ للناس بإغرائهم بالكفر وتزيينه الشهوات والآثام لهم. وهو يقود من يستمع له ويصبح من حزبه إلى العذاب،