سورة يس
في السورة توكيد لرسالة النبي ﷺ وصدقها وتنويه بالقرآن. وتقريع للكفار وتنديد بعقائدهم وشدّة غفلتهم وعنادهم. وفيها قصة من القصص المسيحية كما فيها تنويه بنعم الله وبعض مشاهد الكون، وإنذار وتبشير بيوم القيامة وبعض مشاهده ومصائر المؤمنين والكافرين فيه.
وفصول السورة منسجمة ومترابطة تسوغ القول إنها نزلت جملة واحدة أو متلاحقة وقد روي أن الآية [٤٥] مدنية وانسجامها في سياقها يحمل على التوقف في الرواية.
ولقد روى الترمذي والبيهقي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنّ لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات» «١». وروى الإمام أحمد عن معقل بن يسار أن النبي ﷺ قال: «قلب القرآن يس. لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلّا غفر الله له. اقرؤوها على موتاكم» «٢». وروى الإمام مالك والبيهقي عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له» «٣». حيث ينطوي في الأحاديث تنويه نبوي بهذه السورة لعلّ من حكمته ما فيها من مواعظ وأمثال.
وفي الأحاديث دلالة على أن السور القرآنية كانت مرتّبة معروفة بأسمائها المتواترة تواترا لا ينقطع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه.