للكفار وتطمين للمسلمين. فلسوف يري الكفار أنهم هم الضالون ولسوف يري المؤمنين أنهم هم المهتدون.
ولم يرو المفسرون رواية ما بمناسبة نزول الآيات والمتبادر أنها متصلة بالسياق السابق واستمرار له. والضمير في (قالوا) عائد إلى الكفار الذين هم موضوع الكلام في الآيات السابقة. وقد جاءت الآيات وخاصة الآية الأخيرة خاتمة قوية للسورة عامة وللسياق المتصل بمواقف الكفار وتحديهم بنوع خاص. فكأنما قال الكفار ما قالوه على سبيل التحدي للنبي ﷺ وفي مواجهته فردت الآيات عليهم ثم أنهت ثالثتها الموقف. وقد تكرر هذا الأسلوب في خواتم بعض السور مما مرّت أمثلة منه ونبهنا عليها.
وفي كتب الحديث والتفسير وبخاصة تفسير ابن كثير أحاديث كثيرة تساق في مناسبة هذه الآية. منها ما ورد في كتب الصحاح ومنها ما لم يرد وهو في نطاق ما ورد في كتب الصحاح إجمالا. ومن ذلك حديث رواه الشيخان والترمذي جاء فيه «قدم أبو عبيدة بمال من البحرين وانتظر بعض الصحابة فقال رسول الله والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدّنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم» وحديث رواه البخاري عن أبي ذرّ عن النبي ﷺ قال «إنّ الكثيرين هم المقلّون يوم القيامة إلّا من آتاه الله خيرا فنفح منه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا» وحديث رواه الشيخان عن أبي سعيد جاء فيه «إنّ هذا المال حلوة من أخذه بحقّه ووضعه في حقّه فنعم المعونة هو ومن أخذه بغير حقّه كان كالّذي يأكل ولا يشبع». وحديث رواه الترمذي عن كعب بن عياض عن النبي ﷺ قال «إن لكلّ أمة فتنة وفتنة أمّتي المال» وحديث رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة قال «قال رسول الله ﷺ يقول الله تعالى يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي أملأ صدرك غنىّ وأسدّ فقرك وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسدّ فقرك». وحديث رواه ابن ماجه عن ابن مسعود قال «سمعت نبيّكم يقول من جعل الهموم همّا واحدا همّ المعاد كفاه الله همّ دنياه. ومن تشعّبت به الهموم في أحوال الدّنيا لم يبال الله في أيّ أوديته هلك» وحديث رواه شعبة بن


الصفحة التالية
Icon