(٤) رجت: حركت أو هزت بشدة.
(٥) بست: فتتت.
(٦) هباء منبثّا: الذرات الخفيفة المنتشرة في الهواء.
الآيات مقدمة تمهيدية لما يأتي بعدها. وهي بسبيل التنويه بخطورة القيامة وتوكيد وقوعها دون كذب ولا تكذيب. وسيكون من أعلامها وهولها أن تهز الأرض هزّا شديدا وتتفتت الجبال حتى تكون كالهباء المنبثّ في الهواء.
وقد تكرر مثل هذه المقدمة والتوكيدات والأعلام في سور عديدة مرّت أمثلة منها.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٧ الى ١٠]
وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠)
(١) أزواجا: أصنافا.
(٢) حرف (ما) في جملتي أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة. هو إما لأجل التنويه بالأولين والتهويل في أمر الآخرين، وإما للتعجيب في ما يكون أمرهما.
الآيات هي استمرار وتعقيب على الآيات السابقة حيث تضمنت تصنيف الناس في يوم القيامة ثلاثة أصناف: أصحاب اليمين وهم المؤمنون الناجون، وأصحاب الشمال وهم الكفار المجرمون، والسابقون أصحاب الدرجات العالية من المؤمنين. وفي الآيات التالية تفصيل لحالة كل من الأصناف.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ١١ الى ٢٦]
أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥)
مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (١٦) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠)
وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥)
إِلاَّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (٢٦)
(١) ثلة: جماعة.
(٢) موضونة: من الوضن. وهو حبك الدرع، وأريد بالكلمة التنويه بحسن صنع الأسرّة. وقيل إن الكلمة بمعنى المحبوكة أو المنسوجة بخيوط الذهب.
(٣) مخلدون: دائمون على حالهم لا يتغيرون. وقيل: مزينون بالأقراط لأن «الخلدة» تأتي بمعنى القرط على ما قاله الزمخشري.
(٤) أكواب: جمع كوب. وهو القدح الواسع الرأس بدون خرطوم.
(٥) الإبريق: الإناء الذي له خرطوم وعروة.
(٦) الكأس: القدح الممتلئ بالشراب.
(٧) معين: الماء الجاري الرقراق.
(٨) لا يصدعون: لا يحصل لهم صداع.
(٩) لا ينزفون: لا تذهب عقولهم أو لا تنزف أنوفهم وأفواههم ومخارجهم مما يحصل للسكران.
(١٠) حور عين: وصف لعيون النساء. فالحور العيون التي تبدو مكحلة أو ناصعة بياض الحدقة. والعين: ذوات العيون النجلاء الواسعة.
(١١) المكنون: المخبأ وغير المبتذل باللمس.
(١٢) لغوا: باطلا وعبثا.
(١٣) تأثيما: اللوم والتثريب والاتهام بالإثم.
الآيات استمرار للسياق. وقد تضمنت وصف مصير السابقين. فهم المقربون الذين يتنعّمون في الآخرة بالنعيم العظيم المترف الذي وصف وصفا دائما أخّاذا


الصفحة التالية
Icon