النبي ﷺ ظل يتقلب في أصلاب الأنبياء من نبي إلى نبي إلى أن ولد «١».
ونحن نرى التوقف في ما روي. ويتبادر لنا أن الجملة واضحة. وأنها عنت أن الله تعالى يراه وهو يصلي مع الناس ويراه حين يقوم وحده أي يراه في جميع حالاته ويراقبه. وقد قال هذا غير واحد من المفسرين. ومن العجيب أن هذا مما رواه المفسرون عن ابن عباس الذي رووا عنه بعض الأقوال السابقة.
ولقد أورد بعض المفسرين في هذا السياق حديثين متقاربين أحدهما رواه البخاري والترمذي عن أنس قال «أقيمت الصلاة فأقبل علينا النبي ﷺ بوجهه فقال أقيموا صفوفكم وتراصّوا فإني أراكم من وراء ظهري» «٢» والمتبادر أنه ليس بين مدى الآية وهذا الحديث أو الحديث الآخر المقارب له صلة ما ولا سيما أن الأحاديث مدنية في مضمونها ورواتها والله تعالى أعلم.
تعليق على آية وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وأثر موقف أقرباء النبي من الدعوة
وقد روى المفسرون «٣» روايات وأحاديث متعددة منها أن النبي ﷺ دعا بمناسبة آية وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ وبعد نزولها أقاربه إلى وليمة فأكلوا وتفرقوا فورا لأن أبا لهب قال لهم إن محمدا سيسحرهم ثم دعاهم إلى وليمة ثانية فقال لهم: يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني؟ فأحجم القوم، فقال علي رضي الله عنه: أنا يا رسول الله. وتكرر الأمر ثلاث مرات فأخذ النبي ﷺ برقبة علي وقال هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب:
قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيعه. ومنها نفس الرواية المتقدمة بدون ذكر ما قاله
(٢) التاج ج ١ ص ٢٣٧.
(٣) انظر تفسير الآيات في تفسير الطبري وابن كثير والطبرسي والخازن إلخ.