فيها التحذير والتنبيه. وهما موجهان إلى كل مسلم في كل ظرف بطبيعة الحال وفيها كشف رباني للنبي ﷺ بما سوف يكون من أحداث في أمته وقع كثير منها بعد وفاته.
وفي الأحاديث الصحيحة وعد رباني بأن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يستبيح بيضتهم. وفي هذا بشرى ربانية بارتداد عدوهم عنهم وعدم تمكنه منهم أبديا. ولقد وقع هذا في مختلف حقب التاريخ الإسلامي ووعد الله حق ولسوف يتم ذلك بالنسبة للعدو اليهودي اللئيم.
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٦٦ الى ٦٧]
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (٦٦) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٦٧)
(١) وكيل: هنا بمعنى مسؤول.
(٢) لكل نبأ مستقر: لكل أمر نهاية يستقر عندها. وروي عن ابن عباس تأويل لكلمة (مستقر) بأنها بمعنى (حقيقة تظهر وتتحقق) وهذا لا يبعد عن المعنى الأول.
بعض المفسرين أرجع ضمير (به) إلى القرآن والرسالة المحمدية «١» وبعضهم أرجعه إلى العذاب الذي وعد به الكفار في الآية السابقة لهذه الآية «٢». وهذا هو الأوجه المتسق مع النظم على ما يتبادر لنا.
وعلى هذا فتكون الآية الأولى تقريرا لموقف الكفار المكذبين بالعذاب الموعود مع أنه حق لا ريب فيه. وقد أمر فيها النبي ﷺ بإعلانهم بأنه ليس مسؤولا عنهم واحتوت الآية الثانية إنذارا بأنه لكل نبأ نهاية يستقر عندها وأن ما وعدوا به سوف يتحقق وسوف يرون مصداق ذلك.
والآيتان بهذا الشرح متصلتان بالسياق وتتمة له كما هو المتبادر. ولقد
(٢) انظر تفسيرها في تفسير الطبري والزمخشري.