١- مخارج الحروف كالترقيق والتفخيم والميل إلى المخارج المجاورة.
٢- والأداء كالمدّ والقصر والوقف والوصل والتسكين والإمالة والإشمام.
٣- والرسم كالتشديد والتخفيف والإدغام والإظهار والهمز.
٤- والتنقيط والحركات النحوية. وهذا كما هو واضح متصل بأمر التيسير والتسهيل في القراءة وبالتالي متسق مع وجهة النظر التي رجحناها.
وهناك مسألة هامة متفرعة عن هذه المسألة وهي كتابة القرآن، فإن من العلماء وقراء القرآن من أوجب الاحتفاظ في كتابة القرآن برسم المصحف العثماني، ومنهم من كره كتابته برسم آخر، ومنهم من حرّمها. ولم نطلع على أقوال وأحاديث موثوقة متصلة برسول الله ﷺ أو أصحابه في هذا الشأن، حيث يسوغ أن يقال إنها أقوال اجتهادية. ولما كان من المتواتر السائغ عند جميع المسلمين كتابة القرآن بخط غير خط مصحف عثمان الذي هو قريب من الرقعة حيث كتب المسلمون مصاحفهم بالخط الكوفي والخط الفارسي والخط الهمايوني والخط المغربي والخط المعلق والخط الثلث إلخ... بدون حرج ولا إنكار فيكون التشدد هو في صدد طريقة الكتابة أي إملائها وليس في صدد الخط ذاته.
ويبدو أن التشديد متصل بروايات القراءات السبع أو العشر وبالقول إن هذه القراءات صحيحة كلها لأنها تقع في نطاق وحدة الرسم «١» من ناحية، ومتصلة بالسماع المتسلسل الواصل إلى قراء الصحابة الذين تلقوا القرآن عن النبي ﷺ من ناحية أخرى، بحيث يراد القول إن من شأن كتابة القرآن بغير الرسم العثماني.
وبالخطوط الدارجة في الأزمنة التالية أن تحول دون قراءة الكلمات القرآنية بقراءات مختلفة يحتملها الرسم العثماني ومتصلة بقراء الصحابة فيكون في ذلك تحكم في تصويب قراءة دون قراءة وإبطال قراءة دون قراءة أو مؤد إليهما. وإن هذا هو ما

(١) مثلا: يفعلون وتفعلون، ويغشى ويغشّى، وتبينوا وتثبتوا، وفتحت وفتّحت، وملك ومالك، وكتب وكتاب، ومسجد ومساجد...
الجزء الرابع من التفسير الحديث ٢١


الصفحة التالية
Icon