قرائن تتابع السور الأربع في النزول الذي ذكرته الروايات، وقد أعقب الحروف إشارة تنويه وإشارة إلى آيات الكتاب والقرآن البليغة الواضحة مما جاء كذلك في مطالع السور الثلاث السابقة.
واحتوت الآيات الأربع التالية:
تقريرا ربانيا يتضمن معنى الإنذار بأنه سيأتي على الكفار يوم يتمنون فيه لو كانوا مسلمين ندما على ما كان منهم وتفاديا من العذاب الذي عرفوا أنه واقع عليهم، وأمرا للنبي ﷺ بأن يدعهم يأكلون ويتمتعون ويتلهون بالآمال فلن يلبثوا أن يعلموا ويروا ذلك اليوم الرهيب. وتقريرا ربانيا بأن الله تعالى إذا لم يعجل لهم العذاب فإن ذلك لما اقتضته حكمته، وإن هلاك الأمم من قبلهم كان منوطا بآجال معينة في علمه، فلا تتقدم أمة عن أجلها ولا تتأخر عنه، وينطوي في هذا إنذار آخر كما هو المتبادر.
وواضح أن الآيات في صدد إنذار الكفار ووعيدهم بما ينتظرهم من المصير الرهيب الذي صار إليه من قبلهم. وتثبيت النبي ﷺ وتطمينه. وهي مقدمة لما يأتي بعدها من حكاية أقوال الكفار ومواقفهم.
وهذه ثاني مرة يجتمع فيها تعبيرا (الكتاب) و (القرآن) في آية واحدة، وقد أشرنا إلى ما يمكن أن يكون في ذلك من حكمة في سياق تفسير الآية الأولى من سورة النمل التي ورد فيها التعبيران معا فلا ضرورة للتكرار.
ولقد أورد المفسرون في سياق الآية الثانية أحاديث عديدة في معان متقاربة منها صيغة رواها الترمذي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة ودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين» «١». وينطوي في