ولقد أورد الطبري وابن كثير وغيرهما في سياق الآية [٧٥] أحاديث نبوية منها حديث رواه الترمذي أيضا عن أبي سعيد عن النبي ﷺ جاء فيه: «اتّقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثمّ قرأ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ «١» وأوردوا حديثا آخر أخرجه الحافظ أبو بكر البزار عن أنس قال: «قال رسول الله ﷺ إن لله عبادا يعرفون الناس بالتوسّم».
ورواة الأحاديث من أهل العهد المدني فتكون قد صدرت عن النبي ﷺ في هذا العهد. وفيها استيحاء نبوي من الآية فيه تنويه بما يكون للإيمان من أثر في صاحبه حتى ليجعله ذا نفوذ وصدق ونظر وقول وحكم.
[سورة الحجر (١٥) : الآيات ٧٨ الى ٧٩]
وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (٧٩)
(١) إمام مبين: أيضا بمعنى طريق واضح «٢» حيث كانت منازل أصحاب الأيكة في طريق قوافل العرب في جهات العقبة.
الآيتان من السلسلة القصصية وفيهما إشارة خاطفة إلى أصحاب الأيكة وانتقام الله منهم كما اقتضته حكمة التنزيل.
وأصحاب الأيكة هم أهل مدين قوم شعيب على الأرجح على ما شرحناه في سياق سورة الشعراء التي ذكروا فيها مع اسم شعيب. ومدين واقعة في جهات العقبة على طريق قوافل العرب أيضا. وقد استهدفت الآيتان تذكير العرب بنقمة الله التي حلّت بأهلها والتي يرون آثارها حينما يمرون ببلادهم نتيجة لظلمهم وإنذارا لهم.
(٢) انظر تفسير الآيات في ابن كثير والطبرسي والبغوي.