رسول الله ﷺ قال: «القتل في سبيل الله يكفّر الذنوب كلّها- أو قال يكفّر كلّ شيء- إلّا الأمانة يؤتى بصاحب الأمانة فيقال له أدّ أمانتك فيقول أنّى يا ربّ وقد ذهبت الدنيا ثلاث مرات أمر من الله وجواب منه فيقول اذهبوا به إلى أمّه الهاوية فيذهبوا به إلى الهاوية فيهوي بها حتى ينتهي إلى قعرها فيجدها هنالك كهيئتها فيحملها فيضعها على عاتقه فيصعد بها إلى شفير جهنّم حتى إذا رأى أنه قد خرج زلّت قدمه فهوى في أثرها أبد الآبدين» «١». وأخرج الإمام أحمد حديثا عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال: «أربع إذا كنّ فيك فلا عليك مما فاتك من الدنيا، حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفّة طعمة» «٢». وأخرج الإمام أحمد وأهل السنن حديثا عن سمرة عن رسول الله ﷺ قال: «أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» «٣». وأخرج الترمذي حديثا عن النبي ﷺ قال:
«من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله» «٤». وأخرج الترمذي أيضا حديثا عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمّنه الناس على دمائهم وأموالهم» «٥». وهناك حديث لم يروه المفسرون وقد ورد في التاج ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» «٦».
وبعض هذه الأحاديث لم ترد في كتب الأحاديث الصحيحة. ولكن هذا لا يمنع صحتها. وقد ورد بعضها في هذه الكتب. وواضح ما في الآيات والأحاديث من تلقين وتأديب وتعليم للمسلم يرتفع به إلى أعلى مراتب الأخلاق الفاضلة ويجعل الأمانة بخاصة من أمهات أخلاق المؤمن المخلص.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) النص من تفسير القاسمي للآية [٥٨] من سورة النساء.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) التاج ج ٥ ص ٤١.