عينه ما كان عليك من جناح» «١». وروى الترمذي عن أبي ذرّ عن النبي ﷺ قال «من كشف سترا فأدخل بصره في البيت قبل أن يؤذن له فرأى عورة أهله فقد أتى حدّا لا يحلّ له أن يأتيه، لو أنه حين أدخل بصره استقبله رجل ففقأ عينه ما غيّرت عليه وإن مرّ الرجل على باب لا ستر له غير مغلق فنظر فلا خطيئة عليه إنما الخطيئة على أهل البيت» «٢». وقد روى مالك في موطئه حديثا عن عطاء بن يسار «أن رجلا سأل رسول الله ﷺ أأستأذن على أمّي؟ قال: نعم. فقال الرجل إني معها في البيت، فقال له أتحبّ أن تراها عريانة؟ قال: لا. قال فاستأذن عليها» «٣».
والالتزام ما احتوته الأحاديث من أدب رفيع واجب بدون ريب. وقد يتحمل الحديث الآخر استدراكا وتوضيحا. فهو أولا حديث مرفوع. وثانيا إن الاستئذان واجب على المرء بالنسبة لغير بيته. إلا أن تكون الأم في بيت خاص أو تكون في مخدعها فيكون من المحتمل أن تكون متبذلة أو عريانة فيكون إيجاب الاستئذان عليها من ابنها في محلّه.
ولقد رويت أحاديث نبوية عديدة في صدد عدم دخول الرجال على النساء وعدم الخلوة بهن نوردها ونعلق عليها بما يلي:
١- روى الشيخان عن عقبة بن عامر عن النبي ﷺ قال «إيّاكم والدخول على النساء فقال رجل يا رسول الله أرأيت الحمو. قال الحمو الموت» «٤». ويتبادر لنا على ضوء الآية التي نحن في صددها أن النهي هو في صدد الدخول بدون استئذان وإذن. ولو كان الرجل قريبا للزوج أو الزوجة حيث يمكن أن يرى هذا بخاصة لنفسه في الدخول بدون استئذان وإذن. وأنه إذا وقع الاستئذان والإذن فلا يبقى

(١) التاج ج ٥ ص ٢١٨- ٢١٩.
(٢) المصدر نفسه ص ٢٢٠.
(٣) تفسير الخازن.
(٤) التاج ج ٢ ص ٣٠٠ والمقصود أن الحمو هو غير المحرم من أقارب الزوج.


الصفحة التالية
Icon