للمسلمين من ذلك بصورة عامة. ومنهم من قال: إن الفتح هو فتح خيبر والمغانم مغانمها. وكل من القولين معزوّ إلى بعض علماء التابعين «١».
والآيتان كما قلنا قبل جزء من السياق السابق. وقد نزل السياق أثناء عودة النبي ﷺ والمسلمين من الحديبية إلى المدينة. ووقعة خيبر كانت بعد ذلك بوقت ما. حيث يتبادر من ذلك أن القول الأول هو الأوجه وأن القول الثاني قد كان من وحي ما جاء مصداقا عاجلا للبشرى القرآنية بفتح خيبر ومغانمها. ويصحّ أن يعدّ ذلك والحالة هذه من المعجزات القرآنية التي سبق الإخبار عنها وتحققت بعد قليل من الإخبار.
استطراد إلى ذكر وقعة خيبر واستيلاء المسلمين عليها وعلى قرى اليهود الأخرى في طريق الشام «٢» ورد على مزاعم المستشرقين بأنها كانت مكافأة للذين شهدوا الحديبية ولم يكن لها مبرر
ووقعة خيبر ليست منحصرة في خيبر بل تجاوزتها إلى قرى أخرى كانت لليهود بعد خيبر على طريق الشام. وكل ما في الأمر أنها كانت عاصمة اليهود وأهم مراكزهم بعد إجلائهم عن المدينة. وليس في القرآن إشارات أخرى إلى هذه الوقعة. فرأينا أن نستطرد إلى إيراد خبرها في هذه المناسبة.
ولقد كان لهذه الوقعة أسباب مبررة كما هو شأن وقائع التنكيل السابقة باليهود بل وكل الوقائع الجهادية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الأسباب هي المواقف العدائية والعدوانية التي وقفها اليهود دون أن يعتبروا بما كان من حوادث سابقة عادت عليهم بالوبال والنكال. فقد استقر بعض زعماء بني النضير وأتباعهم في خيبر بعد أن أجلاهم النبي ﷺ عن المدينة وتزعموا يهود المنطقة. وساقوهم إلى

(١) انظر البغوي والخازن وابن كثير والطبرسي.
(٢) هذه النبذة ملخصة عن تفسير الطبري والطبرسي والبغوي والخازن وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٣٠٣- ٣٠٦ وابن سعد ج ٣ ص ١٥٢- ١٦٤ وابن هشام ج ٣ ص ٣٨٨- ٤٠٠.


الصفحة التالية
Icon