على أن هناك بعض أحاديث تجيز الاستخارة والتفاؤل فمن ذلك حديث رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله قال «كان رسول الله ﷺ يعلّمنا الاستخارة في الأمور كما يعلّمنا السورة من القرآن ويقول إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علّام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري- وفي رواية عاجل أمري وآجله- فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه. اللهم وإن كنت تعلم أنه شرّ لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفني عنه واصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان. ثم رضّني به» «١» ومن ذلك حديث عن أبي هريرة رواه البخاري ومسلم والترمذي عن النبي ﷺ قال «لا طيرة وخيرها الفأل قيل يا رسول الله وما الفأل قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم»، وفي رواية: «لا طيرة ويعجبني الفأل الصالح والكلمة الحسنة» «٢» وحديث رواه أبو داود عن أبي هريرة أيضا «أنّ النبي ﷺ سمع كلمة فأعجبته فقال أخذنا فالك من فيك» «٣» وحديث عن بريدة رواه أبو داود والنسائي قال «كان النبيّ ﷺ لا يتطير من شيء وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه فإذا أعجبه فرح به ورؤي بشر ذلك في وجهه وإن كره اسمه رؤي ذلك في وجهه وإذا دخل قرية سأل عن اسمها فإن أعجبه فرح بها ورؤي بشر ذلك في وجهه وإن كره اسمها رؤي ذلك في وجهه» «٤» وحديث رواه أبو داود وأحمد جاء فيه «ذكرت الطيرة عند النبي ﷺ فقال: أحسنها الفأل ولا تردّ مسلما. فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهمّ لا يأتي بالحسنات إلّا أنت ولا يدفع السيئات إلّا أنت
(٢) التاج ج ٣ ص ١٩٨.
(٣) المصدر نفسه. [.....]
(٤) التاج ج ٣ ص ١٩٨- ١٩٩.