قَالَتْ أَلَا
لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامُ لَنَا | إِلَى حَمَامَتِنَا أَوْ نِصْفُهُ فَقَدِ «١» |
نَالَ الْخِلَافَةَ أَوْ كَانَتْ لَهُ قَدَرًا | كَمَا أَتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلَى قَدَرِ «٣» |
فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ بَلْ أَشَدُّ قَسْوَةً، وَكَقَوْلِهِ: إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً [النِّسَاءِ: ٧٧]، وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ [الصَّافَّاتِ: ١٤٧]، فَكَانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى [النَّجْمِ: ٩] وَقَالَ آخَرُونَ: مَعْنَى ذَلِكَ: فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً عِنْدَكُمْ حَكَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ. وَقَالَ آخَرُونَ: الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْإِبْهَامُ عَلَى المخاطب، كما قال أبو الأسود: [الوافر]
أُحِبُّ مُحَمَّدًا حُبًّا شَدِيدًا | وَعَبَّاسًا وَحَمْزَةَ وَالْوَصِيَّا |
فإن يك حبهم رشدا أصبه | وليس بمخطئ إن كان غيّا «٤» |
(قُلْتُ) وَهَذَا الْقَوْلُ الْأَخِيرُ يَبْقَى شَبِيهًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا [الْبَقَرَةِ: ١٧] مَعَ قَوْلِهِ: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ [الْبَقَرَةِ: ١٩] وَكَقَوْلِهِ: وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ [النُّورِ: ٣٩] مَعَ قَوْلِهِ: أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ [النور: ٤٠]، أي
(١) البيت للنابغة في ديوانه ص ٢٤: والأزهية ص ٨٩ والأغاني ١١/ ٣١ والإنصاف ٢/ ٤٧٩ وتذكرة النحاة ص ٣٥٣ وخزانة الأدب ١٠/ ٢٥١ والخصائص ٢/ ٤٦٠.
(٢) تفسير الطبري ٢/ ٢٣٦. [.....]
(٣) ويروى «جاء الخلافة». والبيت لجرير في ديوانه ص ٤١٦ والأزهية ص ١١٤ وخزانة الأدب ١١/ ٦٩ والدرر ٦/ ١١٨ وشرح شواهد المغني ١/ ١٩٦ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٨٥.
(٤) البيتان لأبي الأسود في القرطبي ١/ ٤٦٣. وفيه: «وحمزة أو عليا» مكان «وحمزة والوصيّا». وتفسير الطبري ١/ ٤٠٥.
(٥) الزيادة من الطبري.
(٢) تفسير الطبري ٢/ ٢٣٦. [.....]
(٣) ويروى «جاء الخلافة». والبيت لجرير في ديوانه ص ٤١٦ والأزهية ص ١١٤ وخزانة الأدب ١١/ ٦٩ والدرر ٦/ ١١٨ وشرح شواهد المغني ١/ ١٩٦ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٨٥.
(٤) البيتان لأبي الأسود في القرطبي ١/ ٤٦٣. وفيه: «وحمزة أو عليا» مكان «وحمزة والوصيّا». وتفسير الطبري ١/ ٤٠٥.
(٥) الزيادة من الطبري.