جموع غفيرة لتشييع جنازته ودفن بمقرّ الصوفية خارج باب النصر من دمشق حسب وصيّته رحمه الله.
مصنّفاته
ترك الحافظ ابن كثير عشرات المؤلفات في شتّى الميادين العلمية، وبشكل خاص في التاريخ والتفسير والحديث. وإليك أهم مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة والمفقودة:
أ- المؤلفات المطبوعة:
١- تفسير القرآن الكريم
، وهو الكتاب الذي بين أيدينا: طبع أولا ببولاق على هامش فتح البيان للقنوجي في عشرة أجزاء، ثم طبع سنة ١٣٠٠ هـ في حواشي كتاب «مجمع البيان في مقاصد القرآن» للسيد أبي الطيب صديق بن حسن خان، وطبع بمطبعة المنار بمصر سنة ١٣٤٣ هـ بأمر من السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إمام نجد، وبهامشه تفسير البغوي. وأعيد طبعه مختصرا باسم «عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير» سنة ١٣٧٥ هـ، في خمسة أجزاء، عن مخطوطة نفيسة في المكتبة الأزهرية.
وقد اعتمد الحافظ في تفسيره العظيم هذا أسلوب تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالحديث، وابتعد عن الإسرائيليات وانتقد الاعتماد عليها إلا فيما سمح به الشرع. وفي هذا يقول: «وهذا عندي وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم، يكبسون به على الناس أمر دينهم» «١». وفي موضع آخر يقول: «وَالَّذِي نَسْلُكُهُ فِي هَذَا التَّفْسِيرِ الْإِعْرَاضُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ لِمَا فِيهَا مِنْ تضييع الزمان ولما اشتمل عليه من الكذب المروّج عليهم» «٢».
٢- البداية والنهاية:
مؤلف كبير في التاريخ طبع عدة طبعات، ولعل أقدم طبعة منه كانت سنة ١٣٤٨ هـ بمساعدة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، بمطبعة كردستان العلمية عن مخطوطة مصورة في مكتبة ولي الدين بالآستانة.
٣- جامع المسانيد والسنن:
كتاب ضخم، طبع لأول مرة في دار الكتب العلمية في بيروت في ٣٨ مجلدا.
٤- الاجتهاد في طلب الجهاد:
طبع أولا بمطبعة أبي الهول سنة ١٣٤٧ هـ طبعة غير محققة، ثم طبع سنة ١٤٠١ هـ ببيروت بتحقيق عبد الله عبد الرحيم عسيلان.
٥- اختصار علوم الحديث:
طبع بمكة سنة ١٣٥٣ هـ، بتصحيح الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة. وطبع بمصر سنة ١٣٥٥ بتحقيق أحمد شاكر، ثم أعاد شاكر طبعه سنة
(٢) ابن كثير، عمدة التفسير (ص ١٧).