وَقَوْلُهُ: وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ أَيْ مِنْ أُمَّةٍ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً أَيْ هَلْ تَرَى مِنْهُمْ أَحَدًا أو تسمع لهم ركزا. وقال ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَعِكْرِمَةُ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالضَّحَّاكُ وَابْنُ زَيْدٍ: يَعْنِي صَوْتًا، وَقَالَ الْحَسَنُ وقَتَادَةُ: هَلْ تَرَى عَيْنًا أَوْ تَسْمَعُ صَوْتًا، وَالرِّكْزُ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ هو الصوت الخفي.
قال الشاعر: [الكامل]

فَتَوَجَّسَتْ رِكْزَ الْأَنِيسِ فَرَاعَهَا عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأنيس سقامها «١»
آخر تفسير سورة مريم ولله الحمد والمنة ويتلوه إن شاء الله تفسير سورة طه والحمد لله.
(١) يروى صدر البيت:
وتسمّعت رزّ الأنيس فراعها وهو للبيد في ديوانه ص ٣١١، ولسان العرب (غيب) (ظهر)، والتنبيه والإيضاح ١/ ١٢٥، وتاج العروس (غيب)، (ظهر)، (سمع)، وديوان الأدب ٣/ ٢٠٩، وكتاب العين ٧/ ٣٤٨، وبلا نسبة في المخصص ٢/ ١٣٧، وتفسير الطبري ٨/ ٣٨٨.


الصفحة التالية
Icon