الجزء السابع
تَفْسِيرُ
سُورَةِ الصَّافَّاتِ
وَهِيَ مَكِّيَّةٌ قَالَ النَّسَائِيُّ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ- يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ- عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ أخبرنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِالتَّخْفِيفِ وَيَؤُمُّنَا بِالصَّافَّاتِ، تَفَرَّدَ بِهِ النَّسَائِيُّ «١».
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة الصافات (٣٧) : الآيات ١ الى ٥]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً (٢) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (٤)رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (٥)
قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا وهي الملائكة فَالزَّاجِراتِ زَجْراً هي الْمَلَائِكَةُ فَالتَّالِياتِ ذِكْراً هِيَ الْمَلَائِكَةُ، وَكَذَا قَالَ ابن عباس رضي الله عنهما وَمَسْرُوقٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةُ وَمُجَاهِدٌ وَالسُّدِّيُّ وَقَتَادَةُ وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ قَتَادَةُ: الْمَلَائِكَةُ صُفُوفٌ فِي السَّمَاءِ.
وَقَالَ مُسْلِمٌ «٢» حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُضِّلْنَا عَلَى النَّاسِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ صُفُوفُنَا كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ وَجُعِلَتْ لَنَا الأرض كلها مسجدا وجعل لنا ترابها طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِدِ الْمَاءَ» وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ أَيْضًا وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟» قُلْنَا وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْمُتَقَدِّمَةَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ» «٣» وقال السدي وغيره معنى قوله تعالى:
فَالزَّاجِراتِ زَجْراً أَنَّهَا تَزْجُرُ السَّحَابَ، وَقَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ فَالزَّاجِراتِ زَجْراً مَا زَجَرَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ فِي الْقُرْآنِ، وَكَذَا رَوَى مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فَالتَّالِياتِ ذِكْراً قَالَ السُّدِّيُّ
(١) أخرجه النسائي في الإمامة باب الرخصة للإمام بالتطويل.
(٢) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٤.
(٣) أخرجه مسلم في الصلاة حديث ١١٩، وأبو داود في الصلاة باب ٩٣، وابن ماجة في الإقامة باب ٥٠، والنسائي في الإمام باب ٢٨.
(٢) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٤.
(٣) أخرجه مسلم في الصلاة حديث ١١٩، وأبو داود في الصلاة باب ٩٣، وابن ماجة في الإقامة باب ٥٠، والنسائي في الإمام باب ٢٨.