لغلتقط منه هذه الحكم، وتؤخذ منه تلك الدرر، من بين هذا الغثاء الكثير، الذي كان يحمله هذا السيل المتدفق من الشعر! يروى عن أم المؤمنين عائشة- رضى الله عنها- أنها كانت تقول: كان رسول الله صلّى الله عليه وآله، كثيرا ما يقول لى: «أبياتك» ! (أي أنشدى أبياتك المعهودة).
تقول السيدة عائشة.. فأقول:
ارفع ضعيفك لا يحربنّك ضعفه | يوما فتدركه العواقب قد نما |
يجزيك، أو يثنى عليك، وإنّ من | أثنى عليك بما فعلت فقد جزى |
ففى هذا الشعر الذي كان يستمع إليه الرسول الكريم، دعوة كريمة من من دعوات البرّ، التي دعا إليها الإسلام.. فلا غرابة في أن يهش الرسول- صلوات الله وسلامه عليه- لسماعه، والإصغاء إليه.
وروى الزبير بن بكار، قال: مر رسول الله صلّى الله عليه وآله، ومعه أبو بكر رضى الله عنه، برجل، ينشد في بعض طرق مكة، هذا البيت:
يا أيها الرجل المحول رحله | هلّا نزلت بآل عبد الدار؟ |
فقال- صلوات الله وسلامه عليه- يا أبا بكر.. أهكذا قال الشاعر؟
قال لا، يا رسول الله، ولكنه قال:يا أيها الرجل المحول رحله | هلّا نزلت بآل عبد مناف |
فقال صلوات الله وسلامه عليه:
«هكذا كنا نسمعها «١» ».