بهم.. «وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ».. فسبحانه، سبحانه، من رب كريم، برّ رحيم!! وألا خسر وخاب من أعرض عن ربه، وأسلم زمامه ليد شيطانه!.
وفى قوله تعالى: «ينزل» إشارة إلى أن القرآن لم يكن قد تمّ نزوله بعد، وأنه مازال يتنزل حالا بعد حال..
وفى قوله تعالى: «عَلى عَبْدِهِ» دون أن يذكر اسم هذا العبد- إشارة إلى أنه هو عبد الله، الذي تتحقق فيه صفة العبودية الكاملة لله، حتى أنه إذا أضيف إليه هذا العبد من غير ذكر اسمه، لم يكن المقصود إلا هو، وهو محمد صلوات الله وسلامه عليه.. وهذا مقام جليل لا يبلغه أحد من عباد الله.. فصلى الله عليك يا رسول الله، وعلى آلك، والمهتدين بهداك، وسلم تسليما كثيرا كثيرا..
قوله تعالى:
«وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ؟ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ.. أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا.. وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنى.. وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.»..
والشقّ الآخر من شقّى الدعوة التي يدعو الله سبحانه عباده إليها، بعد الإيمان به، هو الإنفاق فى سبيله..
فإذا استجاب العبد لدعوة الله، وآمن به، فلم لا ينفق فى سبيله؟
ولم يمسك هذا المال الذي آتاه الله؟ ولم يضنّ به على الإنفاق فيما يدعوه.