ويتحلّون بحلل الكرامة والفخار.. أما الذين يستقبلون الحياة مستنيمين فى ظلها، متجنبين الخواض فى غمراتها، متخففين من حمل أعبائها وأثقالها، فهيهات أن تسلمهم الحياة آخر الأمر إلى غير المهانة والضياع..
| تريدين إدراك المعالي رخيصة | ولا بد دون الشهد من إبر النحل! |
وفى تكرار الآية، بدون حرف عطف، توكيد للخبر الذي ساقته، وتقرير للحكم الذي قضت به.. «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً».
يقول المفسّرون والبلاغيّون: إن المعرفة إذا كررت كانت هى هى، وأن النكرة إذا كررت كان اللفظ الثاني غير الأول.. وهنا يقولون: إن كلمة «العسر» - وهى معرفة- هى عسر واحد بعينه فى الموضعين، وأما كلمة «يسر» - وهى نكرة- فإنها يسر بعينه فى كل موضع، ومن هنا قالوا «لن يغلب عسر يسرين» - يعنون بذلك أن العسر دائما يواجهه يسران، وأنهما لا بد أن يقهراه ويغلباه، ويأتون على هذا بحديث لرسول الله ﷺ يقول: «لن يغلب عسر يسرين».
هذا وجه يراه العلماء فى هذا التكرار..
ووجه آخر، نراه نحن- والله أعلم- وهو هذه المعيّة «مع»، التي تحمل مع كل عسر يسرا مصاحبا له، مندسّا فى كيانه.. «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» - أي إن العسر- أىّ عسر- لا يلقى الإنسان إلا ومن محامله اليسر، الذي يعمل على مقاومته، ومصارعته حتى يقهره آخر الأمر، ويتركه صريعا، ليأخذ اليسر