طريقك القويم، ونبلغ بعونك وتوفيقك ما يرضيك عنّا، ويدخلنا فى عبادك الصالحين فى الدنيا والآخرة.. «رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ».. «رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً» وصلّ اللهم وسلم على محمد، نبيك ورسولك، الرحمة المهداة، والنور المبين، الذي اهتدينا به، وبما تلاه علينا من كتابك الكريم، وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهديه، وسلك سبيله. وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، فاتحة بدء، وحسن ختام.
هذا، وكان غاية هذه الرحلة المباركة فى رياض كتاب الله، وفى صحبته، تلك الصحبة المسعدة المتصلة مع آياته، آية آية، ومع كلماته، كلمة كلمة، حتى استوفت القرآن الكريم كله- كان ذلك صباح يوم الخميس المبارك، لتسعة عشر يوما خلت من جمادى الأولى سنة تسعين وثلاثمائة وألف، من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الموافق لليوم الثالث والعشرين من شهر يوليو سنة ألف وتسعمائة وسبعين ميلادية..
وعلى زاد هذه الرحلة المباركة، نعيش ما بقي لنا من أجل، ومن جنى ثمارها الطيبة المباركة، نعطى مما فى وسعنا، وننفق مما فى أيدينا.. نبتغى بذلك وجه الله، وحسن المثوبة، وكريم الشفاعة من كتاب الله، ومن رسول الله، فهما وسيلتي إلى الله، أرجو بهما خير الدنيا، وحسن ثواب الآخرة: «وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ» كما أسأله- سبحانه- أن يبارك لى فى زوجى التي هيأت لى أسباب التوفر على هذا العمل، وكانت لى رفيق سفر فى هذه الهجرة المباركة إلى كتاب


الصفحة التالية
Icon