وفى هذا بيان لأنها مع اتساعها وتباعد أقطارها، يطرح فيها من الجنّة والناس جماعات بعد جماعات حتى تمتلىء ولا تقبل الزيادة.
وهذا السؤال والجواب جىء بهما للتمثيل وتصوير المعنى بإبرازه فى لباس المحسوس ليتضح أمره.
روى عن ابن عباس أنه قال: سبقت كلمته: لأملأنّ جهنم من الجنة والناس أجمعين، فلما سيق أعداء الله إليها صارت لا يلقى فيها فوج إلا ذهب فيها ولا يملؤها شىء فتقول ألست قد أقسمت لتملأنّى؟ فيضع قدمه عليها فيقول: هل امتلأت؟ فتقول: قطّ قطّ (كفى كفى) قد امتلأت لا مزيد.
[سورة ق (٥٠) : الآيات ٣١ الى ٣٥]
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (٣١) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (٣٢) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (٣٣) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (٣٤) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (٣٥)
تفسير المفردات
أزلفت: أي أدنيت وقرّبت، غير بعيد: أي فى مكان غير بعيد منهم بل هو بمرأى منهم، هذا ما توعدون: أي هذا هو الثواب الذي وعدتم به على ألسنة الرسل، أوّاب: أي رجاع عن المعصية إلى الطاعة، حفيظ: أي حافظ لحدود الله وشرائعه، خشى الرحمن بالغيب: أي خاف عقاب ربه وهو غائب عن الأعين حين لا يراه أحد، منيب: أي مخلص مقبل على طاعة الله، بسلام: أي سالمين من العذاب وزوال النعم، الخلود: أي فى الجنة إذ لا موت فيها، مزيد: أي مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.